اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 505
من أعمال شاقة.
نظر إلينا، وقال: كيف تقارنون
بين الإسلام وهؤلاء.. إن الإسلام يجعل من أعظم الجرائم استرقاق الأحرار.. لقد قال
محمد :( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته : رجل أعطى بي ثم
غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يوفه أجره)[1]
قلنا: دعنا من الإسلام.. وحدثنا
عن الاستعباد الذي عانت منه البشرية في مراحل كثيرة من تاريخها.
قال: لقد بحثت في التواريخ[2]، فوجدت أن
معاملة السيد لرقيقه اتسمت في جميع فترات التاريخ.. ما عدا في تلك الفترة المقدسة
التي ظهرت كفلتة في تاريخ البشرية.. بالقسوة والجبروت ومجافاة الإحساس الإنساني
والمشاعر الآدمية، حيث كان يتعامل معهم كما يتعامل مع الأثاث والأدوات والآلات
الجامدة.
ولم يكن للرقيق أدنى حق إنساني،
بل كان لمالكه تمام الحرية في إبقائه على قيد الحياة، أو تجويعه وتعذيبه والتنكيل
به.
وقد منعت أكثر القوانين الزواج
بالرقيق، وكثيرًا ما عاقبت الطرفين المتزوجين بالحرق في النار معًا وهم أحياء، في
حين كانت تسمح للرجال أن يقضوا شهواتهم مع من يشاءون من النساء الرقيق.
وقد بولغ في إجبار الرقيق على
أداء أشق الأعمال، تحت ضربات السياط الملهبة، وكان جزاء من يمتنع عن ذلك تعليقه من
رجليه، ووضع الأجسام الثقيلة في يديه، وضربه أو كيّ مواضع حساسة من جسمه، وقد
يعمدون إلى ملء فمه وأذنيه بالزيت المغلي، أو قطع لسانه