اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 452
وكل ما فيها محرما للرب.
وكان حين يسمع الشعب صوت البوق
أن الشعب هتف هتافا عظيما، فسقط السور فى مكانه، وصعد الشعب إلى المدينة، كل رجل
مع وجهه.
وأخذوا المدينة، وحرموا كل ما
فى المدينة من رجل، وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير، بحد السيف،
وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها)
لقد كان يشوع هو أسوتهم.. وكان
يشوع هو رجل الدولة الذي صلينا بناره فترات طويلة.
وبما أن يشوع الذي كان يمثل
رجال الدين والدولة لم يكن يقيم أي وزن للحياة الدنيا، بل كان يحتقرها ويزدريها
ويدعو إلى إهمالها وعدم الالتفات إليها في سبيل الحصول على (الخلاص)، فإن الدين[1] ـ في صورته
الكنسية ـ لم يكن يسعى إلى تحسين أحوال البشر على الأرض، أو إزالة المظالم
السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تقع عليهم، وإنما يدعو إلى الزهد في الحياة
الدنيا برمتها، وترك كل شيء على ما هو عليه، لأن فترة الحياة الدنيا أقصر وأضأل
وزناً من أن يحاول الإنسان تعديل أوضاعه فيها. إنما يسعى جاهداً إلى الخلاص منها
دون أن يعلق بروحه شيء من الآثام. والمتاع ذاته هو من الآثام التي يحاول المتطهرون
النجاة منها بالرهبنة واعتزال الحياة.
بل أكثر من ذلك : إن احتمال
المشقة في الحياة الدنيا، واحتمال ما يقع فيها من المظالم هو لون من التقرب إلى
الله يساعد على الخلاص. ومن ثم دعت الكنيسة الفلاحين للرضا بالمظالم التي كانت تقع
في ظل الإقطاع وعدم الثورة عليها لينالوا رضوان الله في الآخرة وقالت لهم : (( خدم
سيدين في الحياة الدنيا خير ممن خدم سيداً واحداً ))!
ومن جهة أخرى كان هذا الدين
يحصر كيان الإنسان في نطاق محدود محصور أشد
[1] استفدنا الكثير من المعلومات التاريخية
الواردة هنا من كتاب (العلمانية) لمحمد قطب.
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 452