اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 451
الكاثوليك والحرس الملكى وجموع
الجماهير تنقض على بيوت (الهوجونوث) والفنادق التى آوتهم، وتأتى على من بها ذبحا.
فلما أصبح الصباح كانت شوارع
باريس تجرى بدماء ألفين من النفوس.
وتطايرت أنباء المذبحة المروعة
إلى الأقاليم، فإذا بها تستحيل ـ بدورها ـ مجزرة تجرى بدماء ثمانية آلاف من هؤلاء
المساكين.. بل قيل: إن هذه المذبحة قد أودت بحياة نيف وعشرين ألفا.
وقد أثار وقوع هذه المذبحة
الغبطة والرضا فى أوروبا المسيحية الكاثوليكية كلها، فكاد (فيلب الثاني) يجن من
فرط الفرح عندما بلغته أنباؤها، وانهالت التهانى على (تشرلس التاسع) بغير حساب..
وكاد (البابا جريجورى الثالث عشر) يطير من السرور، حتى إنه أمر بسك أوسمة لتخليد
ذكراها توزع على وجوه الشعب وعيونه.
وقد رسمت على هذه الأوسمة
صورته، وإلى جانبه ملك يضرب بسيفه أعناق الملحدين، وكتب على هذه الأوسمة (إعدام
الملحدين)
وإلى جانب هذا أمر البابا
بإطلاق المدافع وإقامة القداس فى شتى الكنائس، ودعا الفنانين إلى تصوير مناظر
المذبحة على حوائط الفاتيكان، وأرسل تهنئته الخاصة إلى (تشرلس)
هذا ليس إلا مشهدا واحدا من
مشاهد الدماء التي كانت تسيل لإرضاء نهم الكنيسة ورجال الدين الذين كانوا يحيون كل
حين وصايا العهد القديم بحرب الإبادة، الإبادة التى لا تبقى فى ديار الأعداء
إنسانا ولا حيوانا.. حتى لو كان الأعداء مواطنون.
لقد كان أولئك الرجال الذين
سفكوا تلك الدماء يعتبرون أنفسهم يقدمون قرابين يطلبون بها رضوان الرب.
لقد كانوا يعتصرون أعناق
الضحايا كما يمارسون الصلاة سواء بسواء.. أسوتهم في ذلك ما ورد في سفر (يشوع)
عندما قال للشعب: اهتفوا لأن الرب قد أعطاكم المدينة، فتكون المدينة
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 451