اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 399
في مساء ذلك اليوم قدم أقارب
كثيرون لمحمد يهنئونه بشفائي، ويهنئوني مثله.. وقد تعجبت لما رأيت من اللحمة التي
وصلت بين قلوبهم، وهي ما لم أجده في البيئة التي كنت أعيش فيها.
سألت محمدا عن سر هذا، فقال: إن
الفضل لما تراه من هذه اللحمة التي وصلت قلوبنا للإسلام.. لقد كنا في جاهليتنا قبل
أن يمن الله علينا بالإيمان والإسلام ننفر من بعضنا نفورا تاما، لكني بمجرد أن جئت
من تلك البلاد الطيبة رحت أبحث عن أقاربي وأجدد علاقاتي معهم وأمتنها، وقد من الله
على كثير منهم بالإسلام بسببي.
قلت: أفيمن رأيت من ليس مسلما؟
قال: أجل.. فيهم المسلم، وفيهم
غير المسلم.
قلت: ولكنك لم تفرق بينهم في
معاملتك؟
قال: هكذا علمنا الإسلام.. لقد
حدثت أسماء قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم، فاستفتيت رسول
الله a، فقلت: يا رسول الله، قدمت علي أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال :
(نعم، صلي أمك)[1]
بل إن القرآن الكريم ذكر هذا،
فقد قال تعالى :﴿ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ
فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ
وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَO
(الممتحنة:8)
قلت: ولكن.. أليس الطبع يغلب
التطبع.. فكيف تحولت بهذه السهولة مما كنت عليه إلى ما صرت إليه؟
قال: لأني سمعت النصوص المقدسة
التي وردت في مصادر المسلمين تخاطب أركاني