اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 400
جميعا.. تخاطب نفسي وعقلي وقلبي
وروحي.. فلذلك لم أجد إلا أن أخضع لها، وألتذ بذلك الخضوع بلذة لا تعدلها لذة.
قلت: فأسمعني هذه النصوص التي
أثرت فيك كل هذا التأثير.
قال: أول ما هزني من النصوص هو
ما ورد في القرآن الكريم من التشديد في قطع الرحم:
فالقرآن يقرن تقوى الله بالرحم،
وكأنه يقول :( لا تقوى لمن لم يصل رحمه)، قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ
مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا
اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ
رَقِيباً) (النساء:1) أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
وهو يقرن بينها وبين الإفساد في
الأرض، قال تعالى :﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا
فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) (محمد:22)، وقال :﴿ الَّذِينَ
يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ
اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ
الْخَاسِرُونَ) (البقرة:27)، وفي موضع آخر ما هو أشد من ذلك، قال تعالى :﴿
وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا
أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ
اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (الرعد:25)، وفي مقابل ذلك قال تعالى
:﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ
وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) (الرعد:21)
وتأكيدا لهذه المعاني وردت
الأحاديث النبوية تشدد على قطع الرحم، وتعتبره من الكبائر التي رتبت عليها
العقوبات التي تنزجر لهولها النفوس:
ففي الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم :(
إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ بك
من القطيعة، قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت بلى، قال فذاك
لك)، ثم قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم :( اقرءوا إن شئتم :﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ
إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
(22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 400