اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 358
قال السلمي: فعالجها بالاشتغال
بحفظ الأسرار، ليزين الله أنوار باطنها.. فقد قال a : (
من أصلح سريرته أصلح الله علانيته )
قال آخر: أشكو لك نفسي.. فإنها
تطلب العوض على أعمالها.
قال السلمي: فعالجها برؤية
تقصيرها في عملها، وقلة إخلاصها.. فإن الكيس في عمله من أعرض عن طلب الأعراض أدبا
وتورعا.. وأعلمها أن ما قدر لها سيأتيها دنيا وآخرة.
قال آخر: أشكو لك نفسي.. فإنها
لا تجد لذة للطاعة.
قال السلمي: ذلك من سقم القلب،
وخيانة السر.. فعالجها بأكل الحلال، ومداومة الذكر، وخدمة الصالحين والدنو منهم،
والتضرع إلى الله تعالى في ذلك.. ليمن على قلبك بالصحة وزوال ظلمات الأسقام فتجد
عند الذكر لذة الطاعة.
قال آخر: أشكو لك نفسي.. فإنها
لا تحن لشيء كما تحن للراحة والنوم والكسل.
قال السلمي: الكسل ميراث
الشبع.. فإن النفس إذا شبعت قويت.. فإذا قويت أخذت بحظها وغلبت القلب بوصلها إلى
حظها.. فعالجها بالتجويع فإنها إذا جاعت عدمت حظها، وضعفت فغلب عليها القلب، فإذا
غلب عليها حملها على الطاعة وأسقط عنها الكسل، ولذلك قال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم : (
ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان ولابد ثلث
للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس)
قال آخر: أشكو لك نفسي.. فإنها
تطلب الرئاسة بالعلم.. وتتكبر به وتفاخر وتباهي وتتطاول..
قال السلمي: فعالجها برؤية منة
الله عليها في أن جعلها وعاء لأحكامه.. وعالجها برؤية تقصيرها في شكر نعمة الله
عليها بالعلم والحكمة والتزام التواضع والانكسار والشفقة على الخلق والنصيحة لهم..
فإنه روى عن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنه قال : (من طلب العلم ليباهى به العلماء، أو
ليمارى به السفهاء، أو ليصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده في النار)
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 358