responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 357

وتبعيد الأجل.

قال السلمي: فعالجها بدواء الجنيد.

قال: وما دواؤه؟

قال: لقد سئل: كيف السبيل إلى الانقطاع إلى الله؟.. فقال : ( بتوبة تحل الإصرار، وخوف يزيل التسويف، ورجاء يبعث على قصد مسالك العمل، وذكر الله على اختلاف الأوقات، وإهانة النفس بقربها من الأجل، وبعدها عن الأمل)، قيل: فبم يصل العبد إلى هذا؟ فقال : ( بقلب مفرد فيه توحيد مجرد)

قال آخر: نفسي استحكمت فيها رؤيتها لأعمالها، وإعجابها بها، فانشغلت بها عن كل شيء.

قال السلمي: فعالجها برؤية فضل الله عليها في جميع الأحوال تسقط عنك رؤيتها لنفسها.. حدثني شيخي الواسطي قال : ( أقرب شيء إلى مقت الله رؤية النفس وأفعالها)

قال آخر: أشكو لك نفسي.. فقد انشغلت بعيوب الناس عما بها من عيبها.

قال السلمي: فعالجها بمحبة الصالحين والائتمار بأوامرهم.. وأخبرها أن أقل حسنة تفعلها أن تسكت عن عيوب الناس وتعذرهم فيها وتستر عليهم خزاياهم لعل الله أن يصلحها لها ما ابتليت به من عيوبها.. فقد قال a : (من ستر على أخيه المسلم ستر الله عورته ومن تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته حتى يفضحه في جوف بيته)

وحدثني شيخي (زاذان المداينى) قال : (رأيت أقواما من الناس لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس، فستر الله عيوبهم، وزالت عنهم تلك العيوب.. ورأيت أقواما لم تكن لهم عيوب اشتغلوا بعيوب الناس فصارت لهم عيوب)

قال آخر: أشكو لك نفسي.. فإنها اشتغلت بتزيين الظواهر.. والتخشع من غير خشوع.. والتعبد من غير حضور.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 357
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست