اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 359
وقال بعض السلف : ( من ازداد
علما فليزدد خشية، فإن الله تعالى يقول :﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ
عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )(فاطر: من الآية28).. وقال رجل للشعبي : ( أيها العالم)،
فرد عليه : ( إنما العالم من يخشى الله)
قال آخر: أشكو لك نفسي.. فإنها
كثيرة الكلام.
قال السلمي: فعالجها بإخبارها
بأنها مؤاخذة بما تتكلم به.. وأنه مكتوب عليها.. وأنها مسئولة عنه.. فالله تعالى
يقول :﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11)
يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)﴾ (الانفطار).. ويقول :﴿ مَا يَلْفِظُ
مِنْ قَوْلٍ إلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌO (قّ:18)..
ويقول :﴿ لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إلا مَنْ أَمَرَ
بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ
ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماًO (النساء:114)
ويقول a : (
وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم )[1] وقال: (لا
تكثر الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب وإن أبعد
الناس من الله تعالى القلب القاسي)[2]
قال آخر: أشكو لك نفسي، فإنها
إن رضيت مدحت الراضي عنه فوق الحد، وإذا غضبت ذمته، وتجاوزت الحد.
قال السلمي: فعالجها برياضتها
على الصدق والحق حتى لا تتعدى في مدح من رضى عنه ولا في ذم من سخط عليه، فإن أكثر
ذلك من قلة المبالاة بالأوامر والنواهي.. وقد قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم :
(احثوا في وجوه المادحين التراب )
قال آخر: أشكو لك نفسي.. فإنها
تستخير الله تعالى في أفعالها، ثم تتسخط عليه فيما يختار لها.
[1]
رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه كلهم من رواية أبي وائل عن معاذ وقال
الترمذي حديث حسن صحيح.
[2]
رواه الترمذي والبيهقي، وقال الترمذي حديث حسن غريب.
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 359