responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 321

بالإضافة إلى قنوات منحرفة كثيرة كان يديرها.. وكانت تدر عليه مبالغ من المال لا تخطر على البال.

لكني مع كل ذلك كله قبضت المال.. وتمتعت به برهة من الزمان.. إلى أن جاء اليوم المشؤوم الذي قررت فيه التخلص من الحياة.

قلنا: كيف كان ذلك؟

قلت: كنت أسير في ذلك اليوم في شارع من شواع مدينتنا العريضة.. كانت السيارات الضخمة القوية تسير بسرعة جنونية.. وفجأة حدث أمامي حدث أليم.. راح ضحيته صبي صغير تفوح عيناه بكل عطور البراءة.

عندما رأيت جثته المشوهة امتلأت ألما.. وشعرت.. ولست أدري كيف.. بأنني أحد الذين خططوا لقتل هذه البراءة..

وقد وجدت الأمر كما تصورت.. أو كما حدثتني مشاعري..

لقد قبض على الجاني.. وكان شابا مراهقا.. وكانت علاقته بي علاقة وطيدة.. فهو تلميذ كتبي وأفكاري.. وعندما سئل عن سبب سوقه بتلك السرعة قال بكل بساطة: لقد وجدت راحتي وسعادتي ومتعتي وهوى نفسي في هذا النوع من السياقة.. فلذلك رحت أرفع سرعتي إلى الحد الذي رأيتم.

قال ذلك، ثم التفت إلي، وقال: ألم تعلمنا ـ يا أستاذ ـ أن نضحي بكل شيء من أجل أن نلبي ما تطلبه نفوسنا.

صمت.. وتدخل المحامي الموكل بي ليدافع عني.. لكني قلت للمحامي: دعه يتحدث.. ودعهم يرمونني.. فأنا مجرم.. ولا يحق للمجرم أن يتلاعب بالقوانين التي تبرئه..

لكني مع قولي هذا لم أجد أحدا يقبض علي.. أو يودعني أي سجن..

كان الناس في الطرقات ينظرون إلي نظرة ازدراء واحتقار.. ويتمنون من كل قلوبهم لو

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست