responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 320

قالوا ذلك، ثم نظروا إلي بقسوة، فصحت فيهم: وما علاقتي أنا بكل هذا؟

قال الجالس على المكتب: ألست أنت الذي فتحت لهم كل الأبواب والنوافذ ليتمتعوا بما تمليه عليهم نفوسهم من شهواتهم؟

ألست أنت الذي كنت تلقنهم الأفكار التي تخلصهم من البراءة والطهر والعفاف؟

ألست أنت الذي كنت ترمي بالتخلف كل من تمسك بالأخلاق والتزم بها؟

لم أجد بما أجيبهم، فقالوا جميعا: أنت مجرم، وإن برأتك جميع محاكم الدنيا.. وأنت قذر ولو اغتسلت في جميع بحارها.

قالوا ذلك، ثم انصرفوا.. وقد تركوا في نفسي خدوشا كثيرة لم تستطع الأيام أن تمحوها.

^^^

في يوم آخر.. ذهبت إلى البنك لأستلم أجرتي الشهرية.. وقد فوجئت إذ رأيت في رصيدي مبلغا ضخما من المال.. فسألت القائمين عمن أرسله إلي، فوجدته تلميذا من تلاميذي القدامى.. أرسله لي، وترك مكتوبا قال لي فيه: شكرا يا أستاذ.. فأنا مدين لك بثروتي الضخمة.

لست أدري كيف دب الأمل إلى نفسي.. لقد قلت لها: ها أنت ترين جدوى تعاليمك.. ها هو تلميذ من تلاميذك النجباء يعرف الوفاء.. ويتعامل به.

لكن ضميري الذي بدأت الحياة تدب إليه دعاني للبحث عن هذا التلميذ (الوفي!).. وقد اكتشفت ما ملأني ألما..

نعم.. صار لهذا التلميذ ثروة ضخمة من المال.. ولكن عندما بحثت في كيفية اكتسابه لها.. وفي كيفية إنفاقه منها وجدت ما ملأني بالتقزز.

لقد كان صاحب شركات كثيرة.. منها شركات ربا.. ومنها شركات متاجرة في الأعضاء البشرية.. ومنها شركات وهمية تصدر جميع أنواع السموم..

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست