اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 322
يزيحوني من تلك الكراسي الكثيرة
التي كنت أجلس عليها لألقن الأجيال كيف يخضعون لنفوسهم وشهواتهم ولو على حساب كل
حقائق الوجود.
^^^
كان لي صديق في تلك الأيام..
كان فيزيائيا كبيرا.. كان اسمه (لويس دي برولي).. وهو الحائز على جائزة نوبل عام
1929.. كتب كتابا كأنه يخاطبني به.. كان عنوانه (الفيزياء والميكروفيزياء).. قال
فيه: ( يتطلب جسدنا المتوسع زيادة في الروح).. وقال : (هل سنستطيع الحصول على هذه
الزيادة بنفس سرعة تقدم العلم؟ لاشك أن مصير البشرية متوقف على ذلك).. وقال : (
والآن في هذا الجسد الذي اتسع أكثر مما ينبغي بقيت الروح كما كانت أضأل من أن
تملأه وأضعف من أن ترشده.. إن هذا الجسد المتخم ينتظر إضافة في الروح، وإن الآلة
تتطلب تصوفا.. إن الإنسانية تئن، تكاد تسحقها أثقال التقدم الذي صنعته)..
عندما قرأت هذه الكلمات قررت أن
أبحث عن الروح التي تردع النفس.. وكان أول ما بدأت به الكتاب المقدس.. لكني لم أجد
فيه.. ولا في الكنيسة.. ولا في الأديرة إلا ما ملأني بالغثاء [1]..
ولذلك قررت أن أنتحر.
صحنا جميعا: تنتحر!؟
قال: أجل.. بعد كل هذه الآلام
والصراع.. خطر على بالي أن أنتحر.. فلم يعد للحياة عندي أي معنى.
وقد قدر الله أن يكون أحد
تلاميذي هو المنفذ لما خطر على بالي.. لقد كان يعمل في مستشفى من مسشفيات واشنطن
الكبرى.. كان اسمه ( تيموثي كيل ).. عندما رأيته لم يكن
[1] ذكرنا في الرسائل السابقة
الكثيرة من الأدلة على هذا، ولذلك لم نحتج إلى إعادته هنا.
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 322