اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 290
قال: إن هذا القسم يجعل من
العقل الواحد عقولا كثيرة.
قلت: كيف؟
قال: لا يمكن للعقل الواحد أن
يصل إلا إلى بعض الحقائق.. ولذلك فإن الله جعل له من العقول المعينة ما ينوب عنه
في البحث عن غيرها..
قلت: ولكن الأوهام قد تتسرب من
هذا الطريق.. بل لا تكاد تتسرب الأوهام من غير هذا الطريق.
قال: لقد جعل الله في العقول
القدرة على التمييز بين الحقائق والأوهام.. ولذلك فإن العاقل هو الذي يستقبل كل
الخبرات، ثم يصفيها في غربال عقله ليميز الصادق منها من الكاذب، والحق منها من
الباطل.
قلت: ألا يمكن أن نستغني عن هذا
النوع من المدارك؟
قال: لو استغنينا عنه لم نصل
إلى أي حضارة؟
قلت: وما علاقة الحضارة بهذا؟
قال: الحضارة تتأسس على الخبرات
المختلفة.. فكل عالم يبدأ بما انتهى إليه غيره.. بالإضافة إلى أن العلوم يخدم
بعضها بعضا.. ولا يمكن لشخص واحد أن يتخصص في العلوم جميعا.
قلت: إن هذا يستدعي البحث عن
الخبراء.
قال: صدقت.. ولهذا أمرنا الله
بالبحث عنهم وسؤالهم.. فقال تعالى :﴿ الَّذِي
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ
اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)﴾
(الفرقان).. وقال :﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا
نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
(43)﴾ (النحل)
قلت: فكيف يميز الدجال عن
الخبير؟
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 290