responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 261

انظر[1].. كيف استعمل القرآن الكريم المنطق هنا للرد عليهم.. فالذي يلزم من قولهم ذلك هو أن الله لم ينزل التوراة على موسى.. لكن اليهود يؤمنون بأن التوراة كلام الله؛ ولذلك سألهم القرآن الكريم سؤالاً استنكارياً، فقال :﴿ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى ﴾ (الأنعام: من الآية91)

ولهذا نزه الله تعالى القرآن الكريم من التناقض، فقال :﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ﴾ (النساء:82).. فهذه الآية لا تقول فقط إن القرآن الكريم لا تناقُض فيه، بل تجعل عدم هذا التناقض دليلاً على كونه من عند الله تعالى؛ لأنه لا يمكن لمخلوق أن يكتب كتاباً في حجم القرآن الكريم وتعدد موضوعاته وخطورتها والمدة الطويلة التي نزل فيها، ثم لا يكون فيما قال تناقض.

^^^

دخلنا القاعة، فرأيت طلابا مجتمعين حول أستاذين، فتعجبت من ذلك، وقلت: عهدي بالحلقات أن لا يكون لها إلا شيخ واحد.

قال: أحيانا تحتاج إلى شيخين أو أكثر.. ليكمل أحدهما ما يقصر فيه الآخر.. ألا ترى غرف العمليات كيف يجتمع فيها جموع الأطباء من كل التخصصات؟

قلت: بلى.. لكن ذلك في الأجساد.

قال: والعقول أولى من الأجساد.. فلا تصح الأجساد إلا بصحة العقول.. ألم تسمع الحكمة التي تقول (الجسم السليم لا يكون إلا لصاحب العقل السليم)؟

قلت: هم يقولون ( العقل السليم في الجسم السليم)

قال: لقد قالوا ذلك احتقارا للعقل.. فقدموا عليه الجسد.. ولو أنهم فطنوا لقدموا العقول..


[1]انظر في هذا مقالا بعنوان (معايير العقلاء)، أ.د. جعفر شيخ إدريس رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة.

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست