اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 224
الملكية.. ورأيته يقصد بالحرية
المساواة السياسية..
لم يكن يهمني من آرائه إلى ما
يتعلق منها بالمنهج العقلي، فلذلك رحت أسأله عنه، فقال: أنا صاحب (النظرية
الحسية).. أنا الذي أسستها.. وهي مدرسة تعيد كل العلوم إلى مبدأ واحد هو الحس..
قلت: والعقل!؟
قال: أنا لا أنكره.. ولكني أرى
أنه ناشئ من الحس.. أو بالأحرى كان بروزه متأخرا عن الحس.. ولذلك فأنا أرى الإنسان
لا يمكنه أن يعرف حقيقة إلا بتجربتها مباشرة، فليست هناك حقيقة استنباطية يسير
فيها الفكر من الحقائق العامة إلى الحقائق الجزئية.
قلت: ولكن الحس يعتمد على
العقل.. ألا ترى أنا نقول: إن كل فلز يمتد بالحرارة.. والحديد فلز.. فلابد ان يمتد
بالحرارة؟
قال: من أين عرفت هذا العموم؟..
هل من التجربة على الحديد التي كانت بين التجارب التي أجريت على كل فلز؟.. أم أنه
مجرد تخمين؟
قلت: بل هو حكم عقلي.
قال: لا يكفي ذلك لثبت ما تريد
أن تثبته.. بل يجب أن تجرب الامتداد على الحديد بالذات حتى يمكنك أن تقول ذلك..
فالعلم لا يحصل بدون التجربة.
قلت: على ما تعتمد هذه النظرية؟
قال: على ثلاث قواعد..
قلت: فما أولها؟
قال: قوى الادراك.. لقد وجدت أن
في الإنسان عدة قوى متدرجة.. هي التي توفر له المعرفة.. وتبدأ هذه القوى بقوة
الإدراك، وهي أولى مراحل المعرفة.. تليها قوة الحفظ، وهي القوة التي تدخر المعلومات
الناتجة من الإدراك.. تليها قوة التمييز، وهي التي تفصل بين
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 224