أخرى سماها (النفس).. ثم بأخرى
سماها (الأسرة).. ثم بأخرى سماها (المجتمع).. ثم بأخرى سماها (الدولة).. ثم بأخرى
سماها (العالم).. ثم بأخرى سماها (الكون).. ثم بأخرى سماها (الله)
كان يرسم الدوائر، ويكتب
الأسماء المرتبطة بها بتركيز عجيب لا يشبه إلا تركيز القادة الذين يخططون لأعتى
المعارك، وقد دعاني ذلك لأن أقول له ساخرا: مرحبا بحضرة القائد العظيم.. أي معركة
هذه التي تريد أن تخوضها اليوم؟
قال: معركة السلام.
قلت: أللسلام معركة؟
قال: لا يمكن للسلام أن يتحقق
بغير المعارك.
قلت: أرى أن مظهرك لا يوحي إلا
بالسلام.. بكيف تتحدث عن الحرب؟
قال: عن حرب أهل السلام، لا حرب
أهل الصراع.
قلت: ألأهل السلام حرب؟
قال: أجل.. وهي تنطلق من هذه
الدائرة..
أشار إلى الدائرة الأولى التي
سماها (الأنا)، ثم قال: من هذه الدائرة يبدأ السلام.. ومن هذه الدائرة يبدأ
الصراع.
قلت: كيف.. ألهذه الدائرة من
السلطان ما يتيح لها أن تتصرف في كل شيء؟
قال: أجل.. هذه الدائرة هي
المركز.. ولا دائرة إن خرب المركز.
قلت: فأي معركة هذه التي تريد
أن تخوضها مع (الأنا)؟
قال: معركة التصحيح والتثبيت..
قلت: لم أفهم.
قال: تصحيح الأنا وتثبتها.. فلا
يمكن للجندي الذي لم تصح نسبته للحندية، ولم يتثبت