قال: ونحن حصل لنا ذلك.. لأنا
بسلطان المسيح الذي وهبه لنا صرنا نحن الكتبة.. فنحن نملي على غيرنا.. وغيرنا لا
يجد إلا أن يكتب ما نمليه عليهم.
قلت: فلم لا نملي عليهم الهداية
التي حثنا المسيح على تعليمها؟
قال: إن هؤلاء الحمقى يقبلون
منا كل شيء إلا الهداية التي جاء بها المسيح.. إنهم يزعمون أن الهداية التي جاء
بها محمد أكمل وأشمل وأعلم وأوثق من التي جاءنا بها المسيح.
قال لي أخي ذلك، ثم طلب مني أن
أسير معه إلى غرفة في بيتنا الجديد بالفاتيكان، وكانت غرفة أشبه ما تكون بغرف
الأسرار.. وهناك دلني على تفاصيل السيناريو الذي سيمثله المسلمون بإملاء منا ومن
كل المؤسسات العالمية التي اجتمعت على استئصال المسلمين من الوجود.
^^^
بعد أن امتلأت هما بما ذكره
أخي.. وبعد أن أيقنت بالخطر الذي يحدق بالمسلمين.. لم يخطر على بالي شيء كما خطر
على بالي أن أسرع إلى بلاد الإسلام لأتدارك الأمر قبل حصوله.
لكني.. وبعد أن فكرت طويلا..
وجدت أنه لا جدوى من ذلك.. فأولئك الذين يتربعون على عروش المسلمين الدينية أو
الدنيوية لن يقبلوا مني ما أقول.. لأنهم تعودوا أن لا يقبلوا إلا لمن يملؤهم بالصراع
والحقد والضغينة.
في ذلك المساء.. سرت إلى غابة
قريبة من محل سكني لأنفس عن نفسي بعض ما تعانيه من صراع.. وما إن سرت على ثراها قليلا
حتى رأيت رجلا كصفحة الماء التي لم تعبث بها التيارات، بل لو أن أعاصير الدنيا
اجتمعت ما حركت منه ساكنا.
رأيته قد خط دائرة صغيرة كتب في
وسطها (الأنا).. ثم خط بعدها دائرة أخرى مركزها هو نفس مركز الدائرة السابقة سماها
(العقل).. ثم تلاها بدائرة أخرى سماها (القلب).. ثم بدائرة