اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 171
تكمل مطامح الإنسان في الفرح
الخالد إلا به.
قلت: وما عداه؟
قال: أنت ترى وأنت تسمع.. ولا
شك أنك ذقت..
ثم أخذ ينشد:
أيا رُبَّ وجهٍ في الترابِ عتيقِ
ويا ربَّ حُسْنٍ في الترابِ رقيقِ
وياربَّ حزمٍ في الترابِ ونجدةٍ
ويا ربَّ رأىٍ في الترابِ وثيقِ
أرى كُلَّ حيٍّ هالكاً وابنُ هالكٍ
وذا نسبٍ في الهالكينَ عريقِ
فقلْ لقريبِ الدارِ : إِنكَ ظاعنٌ
إِلى منزلٍ نائي المحلِّ سحيقِ
قلت: أنت تشير إلى الهلاك؟
قال: وأشير قبله إلى الذبول.. ألم
تر تلك الورود التي امتلأت بها الساحات في عيد الحب.. كيف تحولت في المساء إلى
هشيم لا ترضاه العين، ولا يقبل عليه القلب؟
قلت: بلى..
قال: ولهذا، فإن القرآن الكريم
ينهى عقولنا وقلوبنا أن تتعلق بالفاني والذابل والهالك.. لقد قال الله تعالى يشير
إلى الدنيا بكل ما فيها من الحسناوات :﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ
نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراًO (الكهف:45)
قلت: فما الذابل، وما الهالك،
وما الفاني؟
قال: كل ما أسر المحبين من ذلك
الجمال المغشوش.. الذي هو أقرب إلى السراب منه إلى الماء..
سكت قليلا، ثم قال: لاشك أنك
مررت في رحلتك بجميل وعروة وقيس وكثير.. وغيرهم كثير.
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 171