التام والتطهر من الذنوب وهو ما
يسعى إليه بشدة.. وربما أمعن الفارس طوال يومه في القتل والتذبيح، فإذا جاء الليل
ركع أمام مذبح كنيسة القيامة، يهلل من فرط فرحه آملا أن يكون ما تخضب به من الدماء
إنما جرى من أجل السيد المسيح.
قلت: ولكن أوربا طلقت الكنيسة
من زمان..
قال: طلقتها.. ولكنها لم تطلق
الصراع.. لقد ظلت نزعة الصراع تضرب على أوتار قلوبنا كما كانت تضرب في جميع فترات
تاريخنا.
لقد ظهر الفكر الشيوعي.. ظهر
كارل ماركس ثم لينن وظهر معهما الصراع الطبقي وكفاح العمال والفلاحين ضد
الإقطاعية.. وظهر بعدهم جميع حملة فكر الصراع.. مكسيم جوركي ومايا كوفسكي وبوشكين
وغيرهم في أدبهم الذي صار ترجمانا لإملاءات الشيوعية وشعاراتها المتطرفة.
ثم جاءت الوجودية التي قامت
أساسا على إثبات حق الوجود ورأت أن قضيتها الأولى هي الصراع الذي بتحدي القوي
الغيبية، وما لازمه من الشعور بالعبثية وفقدان الحكمة في الخلق.
وكانت مع هاتين الفلسفتين
والنظامين (الرأسمالية) بمبادئها المتطرفة، تنهش عقولنا وحياتنا وتملأنا بالصراع..
لقد عمقت الرأسمالية فينا الأنانية.. لقد أعطت المال لطبقة رأسمالية تمسك بزمام
المال والأعمال وتسوس الفكر مع وجود طبقة تعاني من الحرمان مما زاد من معدلات
الجرائم واتساع الهوّة في المجتمع الواحد..
رأيت الألم باديا على وجهالشيخ
الصالح، فأردت أن أغير الموضوع، فقلت: هون عليك.. فالله الرحمن الرحيم العدل
الخبير لا يحاسب الأمم وهي أمم، بل يحاسبها أفرادا.. فلكل فرد ما جنت يداه، ولا
يهم من أي أمة كان.
قال: صدقت.. وجزاك الله خيرا
على هذه السلوى.. لقد قرأتها في قوله تعالى :﴿
لَيْسَ