اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 146
حبه لي.
وكثرت اللقاءات بيننا، وكنت
أحرص خلالها على عدم إغضابه، وكان هو الآمر الناهي، والقاضي والجلاد، ثم بدأ يتهرب
مني، وينتحل الأعذار، وأخيراً طال غيابه وانقطعت أخباره، فأدركت أنني كنت الجانية
على شرفي والضحية، وأنني قد حكمت على نفسي بالإعدام.
لقد صبرت، وانتظرت بما فيه
الكفاية، ورفضت عشرات الشبان خوفاً من افتضاح أمري فتكون نهايتي.
قالت ذلك، ثم غرقت في دموعها،
ولم أتبين منها سوى ما ذكرته لكم.
^^^
سرت إلى بلاد أخرى.. فصادف
دخولي إليها رؤيتي لمنظر بشع لا زال يلح كل حين على ذاكرتي.
قلنا: وما رأيت؟
قال: لقد رأيت فتاة صبت على
نفسها البنزين، ثم أسرعت إلى رجل كان قريبا منها، ثم عانقته، ثم أشعلت عود الثقاب،
فاحترقا جميعا، ولم يستطع الجمع المحيطين بهما أن يفعلوا شييئا.
قلنا: عجبا.. لم فعلت هذا؟
قال: لقد سألت المحيطين بها،
وقد أخبروني أن سبب ذلك هو الحب.. فقد تخلى حبيبها عنها، وارتبط بأخرى.. وكانت قبل
ذلك قد حبست نفسها في غرفتها بمنزلها مدة ثلاثة أيام متتالية..
وقد قالت لي إحدى جاراتها: إن
هذه الشابة المسكينة لم تتوقف عن البكاء طيلة تلك الفترة، وقد حاولت مواساتها،
لكنها ردت علي بأنها قد رتبت لقاءً أخيراً مع حبيبها الذي ألحق بها ضرراً بالغاً..
وتم اللقاء الأخير الذي تحول إلى مواجهة عنيفة بينهما، ثم دخلا في مشادة
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 146