اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 142
أني قد وجدت غايتي، فقد وصلت
في يوم يقال له (يوم الحب)[1]، وقد
رأيت فيه الورود المتناثرة، والقلوب المتضامة، ولم أر فيه قطرة دمع واحدة، ولا
مجنونا واحدا، فقلت لقلبي:
[1]أو
(عيد الحب)، أو (عيد العشاق)، أو (الفالنتاين)، وقد تعود الغرب على الاحتقال به في
في الرابع عشر من شهر فبراير ( شباط ) من كل عام.. وفي هذا اليوم عادة ما يتبادلون
التهاني والورود الحمراء ويرتدون الملابس ذات اللون الأحمر، وتقام الحفلات الراقصة
الماجنة..
ويرجع أصل هذا
العيد إلى الرومان الوثنيين، فقد كان الرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر
فبراير من كل عام احتفالا كبيرا، وكان من مراسيمه أن يذبح فيه كلب وعنزة، ويدهن
شابان مفتولا العضلات جسميهما بدم الكلب والعنزة، ثم يغسلان الدم باللبن، وبعد ذلك
يسير موكب عظيم يكون الشابان في مقدمته يطوف الطرقات، ومع الشابين قطعتان من الجلد
يلطخان بهما كل من صادفهما، وكان النساء الروميات يتعرضن لتلك اللطمات مرحبات،
لاعتقادهن بأنها تمنع العقم وتشفيه.
بالإضافة إلى هذا،
فقد ارتبط عيد الحب بالقديس فالنتين، والذي توفي في روما إثر تعذيب القائد القوطي (كلوديوس)
له حوالي عام 296م، وبنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه عام 350م تخليدا
لذكره.
ولما اعتنق
الرومان المسيحية أبقوا على الاحتفال بعيد الحب السابق ذكره، لكن نقلوه من مفهومه
الوثني (الحب الإلهي) إلى مفهوم آخر يعبر عنه بشهداء الحب، ممثلا في القديس
فالنتين الداعية إلى الحب والسلام الذي استشهد في سبيل ذلك حسب زعمهم. وسمي أيضا
(عيد العشاق) واعتبر (القديس فالنتين) شفيع العشاق وراعيهم.
وكان من
اعتقاداتهم في هذا العيد أن تكتب أسماء الفتيات اللاتي في سن الزواج في لفافات
صغيرة من الورق، وتوضع في طبق على منضدة، ويدعى الشبان الذين يرغبون في الزواج
ليخرج كل منهم ورقة، فيضع نفسه في خدمة صاحبة الاسم المكتوب لمدة عام يختبر كل
منهما خلق الآخر، ثم يتزوجان، أو يعيدان الكرة في العام التالي يوم العيد أيضا
وقد ثار رجال
الدين المسيحيين على هذا التقليد، واعتبروه مفسدا لأخلاق الشباب والشابات فتم
إبطاله في إيطاليا التي كان مشهورا فيها، لأنها مدينة الرومان المقدسة، ولا يعلم
على وجه التحديد متى تم إحياؤه من جديد. فالروايات النصرانية في ذلك مختلفة، لكن
تذكر بعض المصادر أن الإنجليز كانوا يحتفلون به منذ القرن الخامس عشر الميلادي.
وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين انتشرت في بعض البلاد الغربية
محلات تبيع كتبا صغيرة تسمى(كتاب الفالنتين) فيها بعض الأشعار الغرامية ليختار
منها من أراد أن يرسل إلى محبوبته بطاقة تهنئة وفيها مقترحات حول كيفية كتابة
الرسائل الغرامية والعاطفية. (انظر: الموسوعة الحرة، وغيرها)
وللأسف، فقد غزا
هذا العيد ديار المسلمين ليصدق ما ورد في الحديث من قوله a :( لتتبعن سنن من
قبلكم، شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه، قلنا : يا رسول
الله، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن؟) (رواه البخاري ومسلم)
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 142