اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 141
والتعرف علي، ومن تلك اللحظة
أصابني صداع لم يفارقني تلك الليلة، وفي اليوم التالي اتصلت بي، فرد عليها أحد
زملائي فلم تكلمه، ثم ردّ عليها الثاني والثالث، فلم ترد إلا أنا، وفي ساعة متأخرة
من الليل اتصلت، ولم يكن غيري، فرفعتُ سماعة الهاتف، وزيّن لي الشيطان محادثتها،
وتعرفت عليها، ويا ليتني لم أفعل، فلقد زلزلت كياني، وزرعت طريقي أشواكاً، بل لقد
فرقتني عن زوجتي وأولادي، فلم يعد لهم في قلبي من الحبّ مثل ما كان قبل ذلك، كان
فكري في ذلك الشيطان الذي تمثل لي في صورة تلك الفتاة، فقدت أعصابي مع زوجتي
وأولادي، أثور عليهم لأدنى سبب، بسبب تلك الفتاة التي زرعت المرض والخوف في
أعماقي.. حاولت أن أقاطعها فلم أقدر.. كانت تلعب بأعصابي كثيراً.. نسيتُ حتى عملي
من كثرة السهر، ومع ذلك أصابني الاكتئاب النفسي، وذهبت إلى عيادة الأمراض النفسية،
وأعطوني أقراصاً فلم ينفع معي أي علاج)
^^^
تركته، فلم أسر إلا قليلا حتى
سمعت شابة صغيرة تقول لصاحبتها:( لقد كنت متفوقة في دراستي، لكني أحببت أحد
المشاهير بشكل جنوني، فملأت بصوره الكبيرة حجرتي، ودسست صوره الصغيرة في كل كتبي،
وكنت أحلم دائماً بلقائه، وأثور إذا تحدثت عنه زميلاتي.. بدأ مستواي الدراسي في
الانحدار بسبب هذا الحبّ الجنوني، لدرجة أني أخشى من الاستمرار في الانحدار، وفي
نفس الوقت لا أستطيع التغلب على مشاعري، وأشعر بأنني وحدي في مشكلة تهدد مستقبلي،
ولا أستطيع مصارحة أحد بها..
^^^
تركتها تهذي بهذا الهذيان، وسرت
نحو بلاد أخرى أكثر تحضرا، بحثا عن القلب الذي ينسجم مع العقل ومع كل اللطائف التي
أودعها الله في.. وهناك فرحت كثيرا.. لقد تصورت
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 141