اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 143
في هذه البلاد سوف تقيم.. وفي
هذه البلاد ـ التي لا تمتلئ بغير الورود ـ سوف تمتلئ بالهوى الممتلئ بالسلام
والسكينة والسعادة.
لقد بقيت أحمل هذه الفكرة
الجميلة إلى المساء.. لم تعش معي هذه الفكرة إلا تلك السويعات من الصباح إلى
المساء.. ثم عدت بعدها إلى آلامي.
قلنا: كيف كان ذلك؟ ولم كان
ذلك؟
قال: في المساء.. وعندما ذبلت
تلك الورود، وذهب عنها عطرها الذي كانت تختال به، وذهب عنها بريق جمالها الذي كانت
تحل بسببه أشرف المواقع.. وبعدما رميت تلك الورود وديست بالأقدام رأيت من دلني على
ما كان يحمله ذلك الحب أو ذلك السراب من قنابل الصراع.
كان أول من التقيت امرأة، لا
تبكي بدموعها، ولكن قلبها يكاد يحترق.. عندما رأيتها رحمتها، فقد رأيت جميع أحزان
العالم تختزن في مقلتيها اللتين شحتا بالدموع، فاقتربت منها، وسألتها عن سرها،
فقالت: إنني فتاة لا تستحق الرحمة أو الشفقة.. لقد أسأت إلى والدتي وأخواتي، وجعلت
أعينهم دوماً إلى الأرض، لا يستطيعون رفعها خجلاً من نظرات الآخرين.
كل ذلك كان بسببي.. لقد خنت
الثقة التي أعطوني إياها بسبب ذلك الحب اللعين.
بسبب ذلك الإنسان المجرد من
الضمير، الذي أغراني بكلامه المعسول، فلعب بعواطفي وأحاسيسي حتى أسير معه في
الطريق السيء..
وبالتدريج جعلني أتمادى في
علاقتي معه إلى أسوأ منحدر.. كل ذلك بسبب الحب الوهمي الذي أعمى عيني عن الحقيقة،
وأدى بي في النهاية إلى فقدان أعز ما تفخر به الفتاة، ويفخر به أبواها، عندما
يزفانها إلى الشاب الذي يأتي إلى منزلها بالطريق الحلال..
لقد أضعت هذا الشرف مع إنسان
عديم الشرف، إنسان باع ضميره وإنسانيته بعد أن أخذ مني كل شيء، فتركني أعاني
وأقاسي بعد لحظات قصيرة قضيتها معه..
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 143