responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 131

فقربت لي غير القريب وأشرفت

إليك ثنايا ما لهن طلوع

ثم رأيناه يحفر حفرة في تلك الآثار، ثم ينزل فيها ويرقد، فأسرعنا إليه، فوجدناه قد سلم نفسه للموت.. فلم نجد إلا أن نهيل التراب عليه، ثم نستأنف رحلتنا.

ما سرنا إلا قليلا حتى وجدنا رجالا اشتعلت رؤوسهم شيبا، لكن عقولهم لم تزل تترنح في متاهات الصبا:

قال أحدهم، والحزن قد خط على وجهه علامات سوداء زاد في سوادها ذلك الشحوب الذي امتلأت به قسمات وجهه:

وكنت حبيبا إلى الغانيات

فألبسني الشيب هجر الشبيب

وكنت سراجا بليل الشباب

فأطفأ نوري نهار المشيب

قال له صاحبه، وهو يحاوره:

فإن تسألوني بالنساء فإنني

خيرٌ بأدواء النساء طبيب

إذا شاب رأس المرء أو قل ماله

فليس له في ودهن نصيب

يردن ثراء المال حيث علمنه

وشرخ الشباب عندهن عجيب

قال آخر، وهو لا يقل عن إخوانه حزنا:

أَراهنَّ لا يُحْببْنَ من قَلَّ مالُه

ولا من رأينَ الشَيْبَ فيه وقوَّسا

قال آخر، وكأنه يخاطب من لا يراه أصحابه:

لاتحسبي أن الشبابَ وشرَخهُ

يبقى ولا أن الجمالُ يخلدُ

عشرٌ ويخلقُ شطرُ حسنِكَ كُلَّه

ويذمُّ ما قد كان منهُ يحمدُ

قال آخر:

وما يَرْجُو الكبيرُ من الغواني

إِذا ذهبَتْ شبيبتُهُ وشابا

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست