responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 132

ما سرنا قليلا حتى رأينا شابا ممتلئا شبابا، لكنه كان يصيح بغناء أقرب إلى النواح منه إلى الطرب:

جننا بليلى وهيَ جُنتْ بغيرِنا

وأخرى بنا مجنونةٌ لا نريدُها

وكان بجانبه شيخ حكيم يبدو أنه ذاق ما ذاق إخوانه من كأس الحب المسمومة، كان يقول له:

لا تأمنِ الأنثى زمانَك كلَّه

يوماً ولو حلفَتْ يميناً تكذبُ

تغري بطيبِ حد يثِها وكلامِها

وإِذا سَطَتْ فهي الثقيلُ الأشطبُ

وتوقَّ من غدرِ النساءِ خيانةً

فجميعُهن مكائدٌ لكَ تنصبُ

^^^

ما سرنا إلا قليلا حتى رأينا نفرا من الناس قد عقدوا حلقة كحلقات الذكر في تلك الفلاة.. وعلى كل منهم سيما الجنون التي يسمها الحب بأهله:

قال أحدهم:

ذكرتك والخطى يخطر بيننا

وقد نهلت مني المثقفة السمر

فوالله ما أدري وإني لصادق

أداء عراني من خيالك أم سحر

وقال الآخر:

ولقد ذكرتك والرماح نواهل

مني وبيض الهند تقطر من دمي

فوددت تقبيل السيوف

لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم

وقال آخر:

ذكرت سلمى وحر الوغا

كقلبي ساعة فارقتها

فشبهت سمر القنا قدها

وقد ملن نحوي فعانقتها

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست