اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 129
وقد لامني في حب ليلى أقاربي
أخي وابن عمي وابن خالي وخاليا
يقولون ليلى أهل بيت عداوةٍ
بنفسي ليلى من عدو وماليا
ولو كان في ليلى شذاً من خصومةٍ
للويت أعناق المطي الملاويا
بينما نحن كذلك إذ جاء رجل، وصاح بقوة (ليلى)، فرأينا
المجنون يفطن، ويعود إليه من عقله ما زال عنه، فسألنا الرجل عن سر ذلك، فقال: هكذا
المحبون.. لا يرون من الدنيا إلا من سلموا قلوبهم له.. فإذا غاب عنهم، ذهبت عقولهم[1].
[1]
ربما يتوهم أن هذه حوداث نادرة، وأنها كانت مرتبطة بذلك الزمان دون هذا الزمان،
وهذا خطأ كبير، وقد سئل أحد الأطباء النفسانيين – ضمن تحقيق أجراه بعض الصحفيين
- : هل من الممكن أن للحبّ مجانين في نهاية القرن العشرين؟
فأجاب : هذا سؤال
طريف، ولكنه على طرافته – سؤال مطروح في كل زمان ومكان، ففي عصرنا الحالي، الموصوف بأنه
عصر المادية، يمكن أن تؤدي الصدمة العاطفية إلي العيادة النفسية، ولقد عُرِضتْ علي
حالات مرضية كثيرة، كان الحبّ هو السبب الرئيس لها، والعامل الأكثر تأثيراً فيها)
وقد قام بعض
الصحفيين بزيارة لإحدى المصحات النفسية، ووقفوا على بعض الحالات من ضحايا الحبّ
الموهوم، منها حالة شاب كانت ابنة عمه هي السبب في تدهور عقله، ووصوله إلى حافة
الجنون، ولما سُئل طبيبه المعالج عن سبب وصوله إلى تلك الحالة، أجاب بأنها قصة
طويلة ومعقدة، خلاصتها أن هذا الشاب ( أحبّ) ابنة عمه الذي كان على خلاف مع أخيه
والد هذا الشاب، وكانت الفتاة على علم بهذا الخلاف، فأرادت الانتقام لأبيها في شخص
ابن عمها، فأوهمته بحبها له، حتى إذا ما جاء اليوم الموعود للزواج، رفضته، وتزوجت
بغيره، فصُدم هذا الشاب، ووقع فيما يشبه الفصام العصبي.
ومثل ذلك ما حدثت
به بعضهن قالت:( في يوم من الأيام جاءني اتصال من صديقة لي، تخبرني فيه بأن صديقة
لنا في العناية المركزة بالمستشفي، فهرعتُ إليها وأنا لا أعلم السبب، وحينما وصلت
إليها، وجدتها ممددة على السرير دون حراك، وقد أصابتها حالة تشنج عنيفة، تركتْ
بصمات زرقاء وسوداء حول عينيها، وفي جميع أجزاء وجهها، وعندما سألت شقيقتها عن
السبب، أخذتني بعيداً عن والدتها المنهارة، وقالت لي : لقد اكتشفتْ أن خالداً
متزوج، ولديه ولد! أما عن خالد هذا، فهو شاب قد تعرفتْ عليه عن طريق الهاتف ! وبعد
عدة لقاءات وعدها بالزواج !، وها هي تدخل المستشفى من أجله، ولو علم هذان الأبوان
المنهاران أمام غرفة ابنتهما سبب دخولها المستشفى لقتلاها بدلاً من أن يبكيا
عليها!)
وأغرب من ذلك، ما
نُشر في بعض الصحف من قصّة تلك المرأة المصرية التي فوجئت وهي تفتح دولاب ملابسها
بعد أن عادت إلى بيتها، بشاب يخرج من ذلك الدولاب، فتعالت صرخاتها مستغيثة
بالجيران، وقد حاول الشاب إقناعها بأنه إنما جاء لخطبة ابنتها التي تربطه بها
علاقة حب ! ولكن المرأة أصرت على استدعاء الشرطة، وكانت المفاجأة، أن سقط ميتاً
بالسكتة القلبية قبل أن ينقل إلى قسم الشرطة في أغرب حادث حبّ غرامي مجنون)
وقد سئل الأستاذ
الدكتور مصطفى محمود عن الحبّ قبل الزواج فأجاب:(الحبّ هو اتحاد شديد العمق، يؤدي
التفريق فيه إلى سلسلة من انفجارات العذاب والألم، قد تستمر حتى الموت، وقد تنتهي
بتغير الشخصية تماماً، وتحولها كما يتحول الراديوم بعد تفجر الإشعاع إلى رصاص، أما
الحبّ بعد الزواج، فهو الحبّ الحقيقي الذي ينمو ويعيش، ويتحدى النسيان، ويضفي
النبل والإخلاص والجلال على أبطاله) (انظر: وهم الحب، للمسند)
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 129