responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 128

وجدت؟ فقال منشدا بصوت تنفطر له القلوب:

تعلق روحي روحها قبل خلقنا

وليس إذا متنا بمنفصم العقد

فزاد كما زدنا وأصبح نامياً

وليس إذا متنا بمنصم المهد

ولكنه باق على كل حادث

وزائرتي في ظلمة القبر واللحد

فقال له صاحبي: إنما يسليك عنها تذكر ما فيها من المساوي والمعايب وما تعافه النفس، فنظر إليه نظرة اللائم المؤنب، ثم أعرض عنه، وهو ينشد:

إذا عبتها شبهتها البدر طالعاً

وحسبك من عيب لها شبه البدر

لقد فضلت لبنى على الناس مثل ما

على ألف شهر فضلت ليلة القدر

إذا ما شئت شبراً من الأرض أرجفت

من البهر حتى ما تزيد على شبر

وبقي هكذا يردد الأشعار، ويبكي إلى أن فاضت روحه، فواريناه التراب..

^^^

ثم سرنا في تلك البرية الممتلئة بضحايا الحب المدنس.. وفي الطريق رأينا مجنونا يهيل التراب على رأسه، والصبية مجتمعون حوله يضحكون، وهو يردد:

قالت جننت على أيشٍ فقلت لها

الحب أعظم مما بالمجانين

الحب ليس يفيق الدهر صاحبه

وإنما يصرع المجنون في الحين

ثم يردد، وهو يبكي:

وبي من هوى ليلى الذي لو أبثه

جماعة أعدائي بكت لي عيونها

أرى النفس عن ليلى أبت أن تطيعني

فقد جن من وجدي بليلى جنونها

ثم يردد، وهو يضحك:

يقول أناسٌ عل مجنون عامرٍ

يروم سلواً قلت أنى لما بيا

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست