responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 127

أحب ابنة العذري حباً وإن نأت

ودانيت فيها غير ما متداني

إذا رام قلبي هجرها حال دونه

شفيعان من قلبي لها جدلان

إذا قلت: لا، قالا: بلى، ثم أصبحا

جميعاً على الرأي الذي يريان

تحملت من عفراء ما ليس لي به

ولا للجبال الراسيات يدان

فيا رب أنت المستعان على الذي

تحملت من عفراء منذ زمان

كأن قطاة علقت بجناحها

على كبدي من شدة الخفقان

قال ذلك.. ثم انخفض صوته بعدها بأبيات لم نتبينها، ثم مات بعدها، وفي قلبه من الغصص ما لا يعلمه إلا الله..

وقد مكثنا مدة في ذلك المحل نرقب ما يحصل.. ثم سرنا، وبينما نحن في بعض الطريق إذ رأينا عفراء تسرع إلينا، وهي تردد:

ألا أيها الركب المخبون ويحكم

بحق نعيتم عروة بن حزام

فلا تهنأ الفتيان بعدك لذة

ولا رجعوا من غيبة بسلام

وقل للحبالى: لا ترجين غائباً

ولا فرحات بعده بغلام

ولم تزل تردد هذه الأبيات وتندبه بها، حتى ماتت.. فدفناها، وسرنا..

ما سرنا إلا قليلا حتى رأينا رجلا على فراش الموت، وهو ينشد:

عند قيس من حب لبنى ولبنى

داء قيس والحب صعب شديد

فإذا عادني العوائد يوماً

قالت العين لا أرى من أريد

ليت لبنى تعودني ثم أقضي

أنها لا تعود فيمن يعود

ويح قيس لقد تضمن منها

داء خبل فالقلب منه عميد

فقال له صاحبي الطبيب: منذ كم هذه العلة بك؟ ومنذ كم وجدت بهذه المرأة؟ ما

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست