responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 124

وسمعت بعضهم ينشد بلوعة دونها كل لوعة:

فيبكي إن نأوا شوقا إليهم

ويبكي إن دنوا حذر الفراق

وما في الأرض أشقى من محب

وإن وجد الهوى حلو المذاق

تراه باكيا في كل حين

مخافة فرقة أو لاشتياق

وسمعت آخر ينشد، وأنا في أول رحلتي للبحث عن حبيب يملأ قلبي:

شكوتُ فقالتْ: كل هذا تبرماً

بحبي أراحَ اللّه قلبكَ من حبي

فلما كَتَمْتُ الحبَّ قالَتْ لشَدَّ ما

ضرتَ وما هذا بفعلِ شَجَى القَلْبِ

فأدنو فتقصيني فأُبعد طالباً

رضاها فتَعْتَدُّ التباعدَ من ذنبي

فشَكْوايَ تُؤْذيها وصَبْري يسوؤها

وتجزعُ من بُعدي وتنفرُ من قربي

فيا قومي هل من حيلةٍ تعرفونها

أشيروا بها واستوجِبوا الشكرَ من ربي

وسمعت آخر ينشد، وهو يتمرغ في التراب والقمامات:

قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم

العشق أعظم مما بالمجانين

العشق لا يستفيق الدهر صاحبه

وإنما يصرع المجنون في الحين

وسمعت آخر ينشد، وهو كالذي أعماه السكر، فصار لا يفرق بين السماء والأرض:

ويح المحبين ما أشقى نفوسهم

إن كان مثل الذي بي بالمحبينا

يشقون في هذه الدنيا بعشقهم

لا يرزقون به دنيا ولا دينا

وسمعت آخر ينشد:

قرين الحب يأنس بالهموم

ويكثر فكرة القلب السقيم

وأعظم ما يكون به اغتباطا

على خطر ومطلع عظيم

وسمعت آخر ينشد:

اسم الکتاب : سلام للعالمين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست