المشكلات العظيمة التي يأتي بها هذا الانفجار العظيم، أن ندَّعي أنه لم
يحدث قط} [1]
علي: فهل سكت الملحدون بعدها؟
الفلكي: مع ما اكتسبته نظرية الانفجار الكبير من قبول في الأوساط العلمية
بسبب الدليل الواضح القاطع لها إلا أن الفلكيين الذين تشيعوا لفكرة الكون
اللامتناهي صاروا يحملون على حقيقة الانفجار الكبير، ويناضلون ضدها ليدعموا
العقيدة الأساسية لمذاهبهم الفكرية.
وقد أوضح الفلكي الإنكليزي آرثر أدينغتون سبب ذلك، فقال:(فلسفياً: إن فكرة
البداية المفاجئة (المكتشفة) في النظام الحالي للطبيعة هي بغيضة لي)
علي: فهل هناك معارضات علمية تستند إلى أدلة علمية؟
الفلكي: حصل ذلك.. فقد عارض نظرية الانفجار الكبير فريد هويل.. وذلك في
منتصف القرن العشرين.. فقد أتى هذا الفلكي ينموذج جديد، دعاه بالحالة الثابتة.
وهذه النظرية امتداد لحقيقة تمدد الكون، ومحاولة لتفسيرها بطريقة مخالفة
تنسجم مع الفكر المادي..
لقد افترض هويل وفق هذا النموذج أن الكون كان لامتناهيا في البعد والزمن،
وأثناء التمدد تنبثق فيه مادة جديدة باستمرار من تلقاء نفسها بكمية مضبوطة تجعل
الكون في حالة ثابتة.
علي: فهل لقيت هذه النظرية قبولا لدى العلماء؟
الفلكي: من الواضح أن هدف هذه النظرية لم يكن علميا.. فلم يكن نتيجة بحوث
علمية دقيقة، وإنما كانت مجرد دعم لعقيدة وجود مادة سرمدية في زمن لامتناه، والتي
هي أساس فلسفة الماديين.
ونظرية تنبني على هذا الأساس الهش لا يمكن أن يستمر لها وجود.. ذلك لأن
الباحث