الفلكي: لقد خلف (دنيس سياما} (فريد هويل) صاحب نظرية الحالة الثابتة، وظل
مدافعا عنها أمدا طويلاً.. لكنه عندما واجه دليل الانفجار الكبير وصف الخطأ الذي
وقع فيه صاحبه بقوله:(في البداية كان لي موقف مع هويل لكن عندما بدأ الدليل
بالتعاظم كان يجب عليّ أن أقبل بأن المباراة انتهت، وأن نظرية الحالة الثابتة يجب
أن تلغي)
علي: فقد كانت هذه النظرية إذن ضربة قاصمة على الإلحاد؟
الفلكي: بانتصار الانفجار الكبير، فإن دعوى الكون اللامتناهي الذي يشكل أساس
العقيدة المادية أصبحت في مهب الريح.
لكن أصحاب الفكر المادي لم يسلموا.. لقد أثاروا سؤالين اثنين، هما: ماذا كان
يوجد قبل الانفجار الكبير؟.. وما هي القوة التي سببت الانفجار الأعظم الذي وقع في
الكون ولم تكن موجودة قبلاً؟
هذه التساؤلات طبعا ستؤدي إلى قطع دابر الإلحاد لا محالة.. ولكنهم رفضوا أن
يسلموا.. لقد علق الفيلسوف الملحد (أنطوني فلو) على هذا بقوله:(الاعتراض جيد
للروح، وهذا قول مشهور، لذلك سأبدأ بالاعتراف بأنه على الملحد مهما كانت طبقته أن
يرتبك من هذا التوافق العلمي الكوني المعاصر، لأنه على ما يبدو أن علماء الكون
اليوم يقدمون برهاناً علمياً لما ناضل من أجله (السير توماس) ولم يستطع البرهان
عليه فلسفياً، وبالتحديد الاسمى هو أن للكون بداية، وطالماً أن الفكرية مريحة في
عدم وجود بداية أو نهاية للكون.
فيبقى هذا الأمر بشكله الوحشي أسهل للمناقشة، ومهما كانت مظاهر الأساسية
فيجب