توجد حقيقة أخرى مهمة تكشفها نظرية الانفجار الكبير، فلكي نقول أن شيئاً ما
له حجم صفر فهذا يكافئ القول بأنه لم يكن هناك شيء، وأن كل الكون خلق من ذلك
اللاشيء، والأكثر من ذلك أن للكون بداية وهذا عكس ما ذهبت إليه المادية من أن
الكون لا أول له ولا آخر.
علي: فقد قضت هذه النظرية إذن على النظريات التي كان يتبناها الملحدون؟
الفلكي: أجل.. لقد شكلت الأدلة على صحة نظرية (الانفتاق الكوني) ضربة قاصمة
للإلحاد الذي يزعم أزلية مادة الكون.
فهذا (ستيفن هوكنج) العالم الفيزيائي الشهير، والذي يدعى نيوتن العصر
الحديث، يقول:(لم تكن المادة هي وحدها التي خلقت أثناء الانفجار العظيم، بل إن
الزمان والمكان أيضاً خلقا.. إن للمكان بداية، إذن: للزمان بداية} [1]
بعد ظهور نظرية الانفتاق الكوني ضاق الملحدون بها ذرعاً[2].. فحتى آينشتاين قال:(إن مسألة كون
متمدد تقلقني) وفي رسالة بعَثها إلى صديقه (دي ستر) قال له:(فكرة الكون الذي ينفجر
تزعجني، لأن لازمها أن يكون للكون بداية} [3]
ويقول (وتكر):(ليس من أساس لافتراض أن المادة والطاقة كانت موجودة ثم أثيرت
فجأة.. بل الأبسط من هذا أن نفترض الخلق من العدم، والإرادة الإلهية هي التي تفعل
ذلك)
ويقول جون تيلر:(تقتضي نظرية الانفجار العظيم، أنه في وقت ما من الزمان
الماضي، خلق الكون فجأة، ثم إنه تمدد بعد ذلك بطريقة يمكن استكشافها بالتفصيل، لكن
قبل ذلك الوقت لم يكن هنالك وقت ولم يكن هنالك زمان. من الوسائل التي يمكن أن
نتفادى بها