الطبيب: هناك
فرق كبير بينهما، فالسعال لا يؤثر على الدماغ، ولا يحدث العطاس.. ولا يزال العلماء
حتى اليوم يقفون حائرين أمام هذا السر المبهم، ولا يزالون عاجزين عن إيجاد أي
تعليل علمي عن آلية توليد العطاس لذلك الشعور بالارتياح في الدماغ وخفة الرأس
وانشراح النفس.
علي: لقد
نبهت السنة المطهرة إلى الآداب التي تحفظ هذه الناحية، فقد كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إذا
عطس وضع يده أو ثوبه على فمه، وخفض، أو غض من صوته، ومن السنة ـ إذن ـ أن يضع
العاطس يده على فمه؟
الطبيب: صدق
نبيكم، ونصحكم غاية النصح، فذلك يمنع من وصول الرذاذ إلى غيره، وهو من الآداب
الرفيعة التي تتفق مع مبادئ الصحة، ذلك أنه يندفع رذاذ العطاس إلى مسافة بعيدة
يمكن أن يصل معها إلى الجالسين مع العاطس، أو أن يصل إلى طعام أو إلى شراب قريب
منه، وهذا يمكن أن ينقل العدوى بمرض ما، كالزكام، إن كان العاطس مصاباً به.
علي: ومن
الطهارة التي أمرت الشريعة بالاعتناء بها تنظيف الأفنية والساحات المجاورة للبيوت،
فقد قال a:( إن الله تعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب
الكرم، جواد يحب الجود؛ فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود) [1]
الطبيب: لا
شك في أهمية طهارة المحيط القريب من الإنسان، فهو المحل الذي يعيش فيه، ويلعب فيه
أولاده، ولا شك أنه لذلك محل للصحة كما أنه محل للمرض.
علي: ليس هذا فقط، بل أمرت الشريعة بتطهير جميع الأماكن العامة، وهي المحال
التي يقصدها الإنسان للتعبد أو للراحة أو للعمل أو لغير ذلك من شؤون حياته.