فقد أمر الشرع بتنظيف دور العبادة، فقال تعالى مشيرا إلى ذلك:{ وَعَهِدْنَا
إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ
وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}(البقرة: 125)
وأخبر a عن الأجر الجزيل على ذلك، فقال:(عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها
الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية
أو تيها رجل، ثم نسيها} [1]
ومن الأماكن العامة التي أمر الشرع بالحرص على نظافتها الأماكن التي يستريح
فيها الناس، فقد اعتبر a تلويتها من الأمور التي تجلب اللعنة على أصحابها،
فقال a:(أتقول اللاعنين) قالوا:(وما اللاعنان؟)، قال:(الذي يتخلى في طريق الناس
وظلهم) [2]
الطبيب: صدق نبيكم ونصحكم، فقد بين العلم الحديث الآثار التي ينتجها تلويث
مثل هذه المحال، فنص على أن المناطق الباردة الرطبة وذات الظل تعتبر جوا ملائما
لنمو أغلب أنواع البكتيريا وبويضات الديدان، ويساعد في ذلك خلوها من تأثير الأشعة
فوق البنفسجية القاتلة للجراثيم والبويضات.
فبويضات دودة الإسكارس ـ مثلا ـ يمكن أن تعيش في هذه الأجواء لمدة عامين مع
بقائها معدية، وبما أن البول والبراز يعتبران من مصادر هذه الجراثيم والديدان، فإن
البول في هذه المحال يعتبر من الجرائم المؤدية لذلك.
علي: ومما
ورد في النصوص الأمر بتطهيره الثياب، فقد قال تعالى في أوائل ما نزل من القرآن
الكريم:﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ (المدثر:4)