علي: وكذلك
الحال في كل هدي نبوي …
فحدثني عن العطاس، فقد قال a فيه:(إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله،
وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك اللَّه؛ فإذا قال له يرحمك اللَّه فليقل: يهديكم
اللَّه ويصلح بالكم) [1]
فما سر ما ذكره رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من
الحمد عند العطاس؟
الطبيب: في
العطاس مصالح صحية كثيرة[2]، فهو وسيلة دفاعية دماغية هامة
لتخليص المسالك التنفسية من الشوائب، ومن أي جسم غريب يدخل إليها عن طريق الأنف،
فهو بذلك الحارس الأمين الذي يمنع ذلك الجسم الغريب من الاستمرار في الولوج داخل
القصبة الهوائية.
علي: كيف
ذلك؟
الطبيب: إن
مجرد ملامسة الجسم الغريب لبطانة الأنف، سواء كان حشرة ضارة أو ذات مهيجة وغيرها،
فإن بطانة الأنف تتنبه بسرعة عجيبة آمرة الحجاب الحاجز بصنع شهيق عميق لا إرادي
يتبعه زفير عنيف.. والذي هو العطاس.. عن طريق الأنف لطرد الداخل الخطير ومنعه من
متابعة سيره عبر المسالك التنفسية إلى الرئتين.
علي: أرأيت
لو دخل ذلك عن طريق الفم؟
الطبيب: إذا
دخل الجسم الغريب عن طريق الفم، ووصل إلى القصبة الهوئية، فإن ذلك ينبه الجهاز
التنفسي محدثاً السعال لصد الخطر وطرد الجسم الغريب الداخل إلى المجرى التنفسي،
ولا يحدث العطاس إلا حين دخول المواد المؤذية عن طريق الأنف.
علي: ولكن
لماذا لم لم يشرع الحمد عند السعال، وشرع فقط عند العطاس؟
[2]) د. إبراهيم
الراوي: مقالته (أثر العطاس على الدماغ) مجلة حضارة الإسلام المجلد 20 العدد 5/6
لعام 1979، وانظر: الهدي النبوي في العطاس والتثاؤب، بقلم الدكتور محمد نزار
الدقر.