الطبيب:
التثاؤب شهيق عميق يجري عن طريق الفم، فيدخل الهواء إلى الرئتين، مع أن الأصل في
الهواء أن يدخل إلى الرئتين عن طريق الأنف، ليتعرض للتصفية، فإذا دخل من غير ذلك
الطريق كان فيه أذى، وكان في نفس الوقت دليلا على حاجة الدماغ إلى الأوكسجين
والغذاء، وعلى تقصير الجهاز التنفسي في تقديم ذلك إلى الدماغ خاصة وإلى الجسم
عامة، وهذا ما يحدث عند النعاس وعند الإغماء.
زيادة على ذلك، فإن التثاؤب قد يضر
بالبدن، لأن الهواء غير المصفى قد يحمل معه إلى البدن الجراثيم والهوام.
علي: لهذا
أمر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم برد التثاؤب قدر المستطاع، أو سد الفم براحة اليد اليمنى،
أو بظهر اليد اليسرى[1].
الطبيب:
بالإضافة إلى هذا، يفسر علماء النفس التثاؤب على أنه دليل على الصراع بين النفس
وفعالياتها من جهة، وبين الجسد وحاجته إلى النوم من جهة أخرى.. وهو من الناحية
الطبية فعل منعكس من أفعال التنفس، وهو دليل على الكسل والخمول[2]..
علي:
بالإضافة إلى هذا، فإن مظهر المتثائب، وهو يكشف عن فمه مفتوحا مما يثير الاشمئزاز
في نفس الناظر.
الطبيب:
صدقت، ولهذا كان في هذا الهدي صحة جسدية، ومناعة نفسية، ومصلحة اجتماعية..
[1]) د. عبد
الرزاق الكيلاني: الحقائق الطبية في الإسلام .
[2]) د. غياث
الأحمد: الطب النبوي في ضوء العلم الحديث .