علي: أجل..
فقد كانت عادة الخفاض الفرعوني عند الفراعنة القدماء، وبالأخص في عصر رمسيس قبل
الميلاد بأكثر من ألف سنة، ودخلت على السودان من طريق الفتوحات الفرعونية على بلاد
النوبة، كما أن ملوك بلاد النوبة قد استولوا على مصر، فانتشرت عادة الخفاض
الفرعونى في وادي النيل.
ولذلك هو يمارس الآن في السودان والصومال
وكينيا وأجزاء من أندونيسيا، ولا يمارس في سائر البلاد الإسلامية، ولو كان سنة
صحيحة لحرص عليها كما حرص على كثير من السنن.
الطبيب: فهل هناك شيء غير هذا مما جاء في دينكم عن التوقي بالطهارة؟
علي: أجل.. وهو ما فرط فيه هذا العصر حرصا على العمران، ولو على حساب
الإنسان؟
الطبيب: ما تقصد؟
علي: لم يكتف الإسلام بطهارة الإنسان، بل أمر بطهارة كل ما يحيط بالإنسان
من ماء وهواء ومأوى وغذاء..
الطبيب: أفي دينكم الحديث عن كل هذا؟
علي: أجل.. وهي ليست مجرد توجيهات ومواعظ فقط، بل ترتبط بها أحكام تشريعية
تحرص على تطبيقها.
الطبيب: فاضرب لي أمثلة على ذلك.
علي: أولها وأخطرها الماء، فقد أو لى القرآن الكريم أهمية كبيرة للماء، فقد
ورد ذكره فيه 49 مرة، وامتن الله به على عباده ذاكرا وجوه
الحكم في خلقه، ولكن كل هذه المنافع مقيدة بوصف
الطهر، قال تعالى:{ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً
مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً}(الفرقان:
48، 49)
وفي ذلك إشارة إلى أن منافعه تقتضي وجود طهوريته، فإن سلبها تحول من دور
الإحياء