الذي نص عليه قوله تعالى:{ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ}(الانبياء:
30) إلى دور الإماتة.
وقد وردت النصوص التشريعية المقررة لهذا، بالحض على الحفاظ على طهارة الماء،
فقد نهى a عن البول في الماء الراكد، قال a: (لا يبولن أحدكم في
الماء الراكد) [1]
الطبيب: صدق نبيكم في هذا، ونصحكم غاية النصح، فالماء الراكد يعتبر جوا
ملائما لنمو الكثير من البكتريا كالكوليرا والسالمونيلا والشيجلا والليبتوسبايرا
وغيرها.
زيادة على أن كثيرا من الديدان كالزحار الأميبي والديدان المستديرة
والبلهارسيا تحتاج لإكمال دورة حياتها خارج جسم الإنسان، ويساعد التبول والتبرز
على نمو هذه الديدان وسرعة تكاثرها وانتشارها.
علي: ومن ذلك النهي عن النفخ في الشراب، قال a:(إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء، وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه
ولا يتمسح بيمينه) [2]
الطبيب: صدق نبيكم في هذا، فنفخ الرذاذ وزفره يؤدي إلى انتقال كثير من
الأمراض المعدية كالانفلونزا والقوباء وشلل الأطفال والنكاف والحصبة الألمانية
والرشاح والتهابات الحلق والعنجز والسل وغيرها من الأمراض، وخاصة الفيروسية ولذلك
فإنه ينصح بعدم النفخ والتنفس في آنية الأكل والشرب.
علي: ويقاس على هذا تحريم كل ما يمكن أن يتسبب في الإضرار بطهورية الماء،
لأن الله تعالى عندما امتن علينا بطهارته، طلب منا أن نحافظ على هذه الطهارة،
فالحفاظ على النعمة واجب، ولذلك لا شك في حرمة كل ما يسبب تلوث المياه مما يمارسه
أهل عصرنا من