بل لم تكن هناك إجابة واحدة صحيحة، ما عدا الإجابة التي جاء بها العلم
الحديث بأجهزته المتطورة.. وذلك منذ بداية القرن العشرين.
فمنذ نصف قرن تقريباً بدأ العلماء يرصدون الأمواج الكهرطيسية القادمة إلى
الأرض، وقاموا بتحليل هذه الأمواج، وتبين أنها تعود لآلاف الملايين من السنين.
ومعظم العلماء الذين درسوا هذه الظاهرة أجمعوا على أن هذا النوع من الأشعة
ناتج عن بقايا انفجار عظيم.. كان ذلك الانفجار هو بداية نشوء الكون وتوسُّعه.. لقد
اكتشفوا أن الكون كله قد بدأ من نقطة واحدة.
قلت: وكيف عرفوا ذلك.. هل هو مجرد استنتاج منطقي؟
قال: أولا.. هذا شيء منطقي في الأصل، فبما أن الكون اليوم يتوسع باستمرار،
فلا بد أن حجمه كان أصغر حتى نعود لنقطة البداية.. ومن هنا برزت للوجود نظرية
الانفجار العظيم التي تفسِّر نشوء الكون من كتلة ذات وزن عظيم جداً، انفجرت وشكلت
هذه المجرات، ولا يزال الانفجار مستمراً حتى يومنا هذا.
قلت: ولكن لم لا نقول بأن الكون وجد هكذا، ثم أخذ في التوسع.. أليس هذا
احتمالا ممكنا؟
قال: ما ذكرته لك هو الحقيقة العلمية التي أجمع عليها جميع الفلكيين بناء
على أدلة كثيرة لا يمكن حصرها.. سأذكر لك منها ما قد يقنعك.
حاولت أن أجمع كل تركيزي في صديقي الفلكي الذي راح يذكر الأدلة على حصول
الانفجار العظيم في بداية تشكل الكون.
قال: من أهم الأدلة على صحة نظرية الضربة الكونية الكبرى(Big bang) لنشأة الكون اكتشاف الخلفية
الإشعاعية للكون المدرك.
فقد اكتشفت هذه الأشعة على هيئة إشارات راديوية منتظمة وسوية الخواص، قادمة
من