التي كانت محجوبة عن الأنظار، واكتشف الباحثون أن المياه تنقسم إلى ثلاثة
أنواع: أولها مياه الأنهار، وهي شديدة العذوبة.. وثانيها مياه البحار، وهي شديدة
الملوحة.. وثالثها مياه في منطقة المصب مزيج من الملوح والعذوبة، وهي منطقة فاصلة
بين النهر والبحر متحركة بينهما بحسب مد البحر وجزره، وفيضان النهر وجفافه، وتزداد
الملوحة فيها كلما قربت من البحر، وتزداد درجة العذوبة كلما قربت من النهر.
وقد اكتشفوا أنه يوجد برزخ مائي يحيط بمنطقة المصب ويحافظ على هذه المنطقة
بخصائصها المميزة لها حتى ولو كان النهر يصب إلى البحر من مكان مرتفع في صورة
شلال.
وقد لاحظوا عدم اللقاء المباشر بين ماء النهر وماء البحر في منطقة المصب
بالرغم من حركة المد والجزر وحالات الفيضان والانحسار التي تعتبر من أقوى عوامل
المزج، لأن البرزخ المحيط بمنطقة المصب يفصل بينهما على الدوام.
ورأوا أن ماء النهر يمتزج بماء البحر بصورة بطيئة مع وجود المنطقة الفاصلة
من مياه المصب، والبرزخ المائي الذي يحيط بها ويحافظ على وجودها.
بالإضافة إلى هذا كله، فقد رأوا أن الكتل المائية الثلاث (ماء النهر، ماء
البحر، وماء المصب) تختلف في الملوحة والعذوبة.
وقد رأى الباحثون الذين قاموا بتصنيف الكائنات الحية الموجودة فيها أن معظم
الكائنات التي في البحر والنهر والمصب لا تستطيع أن تعيش في غير بيئتها.
وبتصنيف البيئات الثلاث باعتبار الكائنات التي تعيش فيها تعتبر منطقة المصب
منطقة حجر على معظم الكائنات الحية التي تعيش فيها، لأن هذه الكائنات لا تستطيع أن
تعيش إلا في نفس الوسط المائي المتناسب في ملوحته وعذوبته مع درجة الضغط الاسموزي
في تلك الكائنات، وتموت إذا خرجت من المنطقة المناسبة لها، وهي منطقة المصب.
وهي في نفس الوقت منطقة محجورة على معظم الكائنات الحية التي تعيش في البحر