والنهر، لأن هذه الكائنات تموت إذا دخلتها بسبب اختلاف الضغط الاسموزي
أيضاً.
علي: لقد عبر القرآن الكريم عن ذلك بدقة، فقال:﴿ وَحِجْراً
مَحْجُوراً ﴾، الحِجْر والحَجْر يعني المنع والتضييق..
عالم المياه: الحجر هنا يعني بأن الكائنات الحية في منطقة اللقاء بين البحر
والنهر تعيش في حجر ضيق ممنوعة أن تخرج من هذا الحجر.. وقد وصفت هذه المنطقة بأنها
محجورة أي ممنوعة، ونفهم من هذا اللفظ معنى مستقلاً عن الأول أي أنها أيضاً منطقة
ممنوعة على كائنات أخرى من أن تدخل إليها فهي حجر (حبس، محجر) على الكائنات التي
فيها، محجورة على الكائنات الحية بخارجها.
ويكون المعنى عندئذٍ: وجعل بين البحر والنهر برزخاً مائياً هو: الحاجز
المائي المحيط بماء المصب، وجعل الماء بين النهر والبحر حبساً على كائناته الحية
ممنوعاً عن الكائنات الحية الخاصة بالبحر والنهر.
^^^
ما وصل عالم المياه من حديثه إلى هذا الموضع حتى ارتفع آذان المغرب بصوت
جليل ارتعشت له القلوب..
فقام علي من مكانه، وقال: ائذنوا لي أن أنصرف.. فإن ربي يدعوني لمناجاته
والاتصال به.. ولا يمكنني أن أترك إجابة من لم أر الخير إلا منه.
ثم أخرج مصحفا عجيببا من جيبه، لم أر مثله من قبل، وقدمه لعالم المياه، وقال:
لقد صممت هذا المصحف قبل فترة طويلة.. وهو من مادة لا تؤثر فيها المياه.. وقد كنت
أنوي أن أهديه لرجل يتعلق بالبحار.. ليعبر به من بحار المياه إلى بحار الحقائق.
ولم أر في حياتي من يستحق هذا الإهداء غيرك.. فأرجو أن تكون في مستواه.
أخذ صديقنا عالم المياه المصحف، وقال: شكرا لهذا التكريم العظيم.. لعل هذا
أكبر