اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 91
قال: وهل هناك أعظم من هذه الدلالة؟
قلت: لم أفهم ما تقصد.
قال: أنت زعمت بأن لك عقل قاض حكيم.
قلت: أجل.. ولست أدري هل أنت تمدحني بهذا، أم تذمني.
قال: بل أمدحك.. وأصلي لله أن يملك كل مسيحي عقلا مثل
عقلك، ومنطقا مثل منطقك.. الإيمان الصحيح هو الذي يقوم على المنطق الصحيح.
أخبرني لو أن ثلاثة نفر وقفوا بين يديك، وفي يد كل واحد
منهم نسخة من كتاب، وكل نسخة من النسخ تختلف عن الأخرى.. وكل منهم يزعم أنه صاحب
الكتاب الحقيقي.. قكيف تحكم بينهم؟
قلت: فيم؟
قال: كل منهم يريد أن يثبت أنه صاحب النسخة الأصلية..
قلت: ذلك سهل.. نتصل بالمؤلف، ليبين لنا النسخة الحقيقية
لكتابه.
قال: فإن مات، أو غاب، أو لم يمكن الاتصال به؟
قلت: نبحث في تركته عن المخطوطة الأصلية للكتاب لنقارن
النسخ المختلفة عليها.
قال: فإن لم يترك المؤلف أي تركة.
قلت: ننظر.. لعل النسخ متقاربة.. وأن التفاوت بينها لا
يعدو التفاوت بين كلمات وحروف.. وحينها أنصحهم أن يضعوا في الهوامش ما يضعه
المحققون.. فيختارون من كل نسخة ما يتناسب مع المعنى المراد.. وبذلك يرضى الجميع.
قال: فإن كان الاختلاف شديدا.. بحيث يشمل فصولا كاملة،
ومباحث تامة..
قلت: حينها أؤكد جازما أن هناك إضافات في بعض النسخ، أو
نقصا في بعضها.
قال: فكيف تعرف الحقيقة من الزور، والحق من الباطل؟
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 91