اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 60
والتصور الذي تطور و نما في الدوائر المسيحية في نهاية
القرن الميلادي الأول.
قلت: فكيف تفسر هذا الاختلاف؟
قال: لقد كان يوحنا ـ كما كان بولس ـ مهتما بانتشار الدين
بغض النظر عن الاهتمام بصفائه.. لهذا جاء إنجيل يوحنا ليعبر عن رغبات المتدينين
الجدد الممتلئين بالوثنية.
ولهذا كان الترحيب و التهليل لفكرة المسيح إلهاً استجابة
طبيعية لجماعة تؤمن بإله يُعتقد فيه أن من شأنه أنه يكشف عن نفسه للإنسان ويعرِّف
نفسه للإنسان.. ومن هنا نجد إنجيل يوحنا يحدثنا عن الابن الوحيد الذي أظهر اللهَ
وعرَّفَه فيقول:( الله لم يره أحد، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّـر )
(يوحنا:1 / 18).. ويخبرنا أيضاً أن الابن ( خرج من عند الآب و أتى إلى العالم )(يوحنا:16/
28)
قلت: أهذا استنتاج استنتجته.. أم حقائق توصلت إليها؟
قال: بل حقائق توصلت إليها.. إن الراوي الذي يدخل دوافعه
الشخصية في روايته يجعل روايته محل شك.
قلت: فما يثبت ذلك الشك؟
قال: بمقارنة ما ذكره بما ذكره غيره.
قلت: لم أفهم سر المقارنة.
قال: أرأيت لو أن شاهدا وقف في المحكمة، وقال أمام القاضي:
غرضي من شهادتي أن أثبت لك أن المتهم مجرم.. ثم راح يذكر من عنده أمورا كثيرة تثبت
دعواه.. أيكتفي القاضي بهذه الشهادة؟
قلت: لو اكتفى بها لتوصل الناس إلى اتهام بعضهم بعضا من
دون أي عناء.. فما أسهل أن يلفقوا ما شاءوا من القصص ليرموها في وجوه هؤلاء القضاة
الأغبياء.
قال: لقد كنا نحن جميعا أغبياء.. يأتينا رجل مثل يوحنا..
لا نعرفه.. ولا نعرف حقيقة علاقته
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 60