اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 59
قلت: فأنت تستدل باختلاف مقدمة إنجيل يوحنا عن سائر مقدمات
الأناجيل على اختلافه عنها.
قال: ليست المقدمة وحدها.. لقد كانت المقدمة هي الإعلان عن
المقصد الذي قصده يوحنا من إنجيله.. والذي أعلن عنه بعد ذلك بكل صراحة بقوله:(
وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله )(يوحنا:20 / 3)
بعد هذا نرى أن أشياء كثيرة يخالف بها هذا الإنجيل سائر
الأناجيل:
فلا توجد في هذا الإنجيل حادثة التجلي: أي تغير هيئة
المسيح على الجبل، لأن المجد الثابت و المتواصل للمسيح الأرضي لا يترك مجالاً لمثل
هذا الأمر.
وفيه إشارات لكون المسيح كلي العلم، ولكون قدرة المسيح غير
البارزة، و لكن الموجودة الكامنة، قدرة لا حد لها.. بل إن فيه تصويرا للمسيح على
أنه لا يعتريه التعب ولا الجوع ولا العطش، وفيه عرضٌ للمسيح باعتباره شخصا ذا
سيطرة وتسيير كاملين ومستديمين لكل ما يفعله وما يحصل له حتى موته.
وهو ينفرد بالتصريح باتحاد الأب والابن حيث يقول:( أنا
والأب واحد) (يوحنا:10/30)، ويقول:( كل من رآني فقد رأى الأب ) (يوحنا:14/9)
قلت: وسائر الأناجيل؟
قال: في الأناجيل الثلاثة المتشابهة.. أي أناجيل متى ومرقس
ولوقا يرى المسيح محدوداً ضمن حدود حياته الأرضية ومنصبه الرسالي.. فهي تعبِّر عما
قاله المسيح وما فعله في حين أن إنجيل يوحنا هو تفسير لما يمثله المسيح، فهو
يعبِّر عن فهم المعنى الألوهي للمسيح، ذلك الفهم
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 59