اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 58
قال: لا.. إن أغلب مافي إنجيل يوحنا من رسائل بولس؟ وستعرف
من هو بولس.. بل قد جاء في دائرة المعارف الفرنسية التي لم يكتبها المسلمون أن
إنجيل يوحنا ومرقص من وضع بولس..
قلت: أهذا ما يشككك في إنجيل يوحنا؟
قال: ليس هذا فقط.. بل يشككني أمر خطير يتفق عليه جميع
العقلاء.
قلت: ما هو؟
قال: قبل أن أجيبك عنه أريد ان تذكر لي أول جملة بدأت بها
سائر الأناجيل.
قلت: أول جمله في إنجيل متىّ تقول:( كتاب ميلاد يسوع
المسيح ابن داود ابن إبراهيم ) (متى:1/1)
وأول جملة في إنجيل مرقس:( بدأ إنجيل المسيح ابن
الله)(مرقس:1/1)
وأول جملة في إنجيل لوقا:( إذا كانوا كثيرين قد أخذوا
بتأليف قصته)(لوقا:1/1)
قال: وبينها جميعا أول جملة في إنجيل يوحنا:( في البدء كان
الكلمة.. ) (يوحنا:1/1)
قلت: وما الغرابة في ذلك؟
قال: إن يوحنا يوضح مقصده من هذا الإنجيل، فهو يريد أن
يثبت فيه ما ذكره في هذه المقدمة.. ولهذا لا يوجد مثل هذا الكلام إلا في إنجيل
يوحنا ورسائل بولس، بينما تخلو الأناجيل الثلاثة من دليل واضح ينهض في إثبات
ألوهية المسيح.
ولعل خلو هذه الأناجيل عن الدليل هو الذي دفع يوحنا، أو
كاتب إنجيل يوحنا لكتابة إنجيل عن لاهوت المسيح، فكتب ما لم يكتبه الآخرون، وجاءت
كتابته مشبعة بالغموض والفلسفة الغريبة عن بيئة المسيح البسيطة التي صحبه بها
العوام من أتباعه[1].
[1] ينبه ديدات إلى أن هذا النص قد انتحله
كاتب الإنجيل من فيلون الإسكندراني( ت40م)، وأنه بتركيباته الفلسفية غريب عن بيئة
المسيح وبساطة أقواله وعامية تلاميذه، وخاصة يوحنا الذي يصفه سفر أعمال الرسل بأنه
عامي عديم العلم، فيقول:« فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا أنهما إنسانان
عديما العلم وعاميان تعجبوا »( أعمال 4/13)
وفيلون
الإسكندراني ( 20 ق . م ـ 40 م ) يهودي عاش في العصر الهلنستى بالإسكندرية، وهو
فيلسوف ومفكر كان متأثراً بالفلسفة اليونانية، فقد كان يعتبر أن العقل أو اللوجوس
هو الذي صدر عنه وجود كل المخلوقات . وكان يكني هذا ( اللوجوس ) بقوله ( الكلمة )
ومن المعروف أن يوحنا كتب إنجيله بعد وفاة ( فيلون ) واستعار منه ( مصطلح الكلمة )
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 58