responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 497

تضحك من قبل.

لا شك أنك تعرف مسيلمة.. ذلك المتنبئ الكاذب.. قال ـ فيما يزعم أنه نزل عليه من السماء ـ:( والليل الأضخم، والذئب الأدلم، والجذع الأزلم، ما انتهكت أسيد من محرم ) ذكر ذلك في خلاف وقع بين قوم أتوه من أصحابه.

وقال فيهم:( والليل الدامس، والذئب الهامس، ما قطعت أسيد من رطب ولا يابس)

وكان معجبا بأنواع من الحيوانات، فلذلك ضم قرآنه بعض أوصافها، فهو يقول في الغنم:( والشاء وألوانها، وأعجبها السود، وألبانها، والشاة السوداء، واللبن الابيض، إنه لعجب محض، وقد حرم المذق، فما لكم لا تجتمعون)

التفت إلي، وقد غلبني الضحك عن نفسي، فراح يكمل: وكان يقول:( ضفدع بنت ضفدعين، نقى ما تنقين، أعلاك في الماء وأسفلك في الطين، لا الشارب تمنعين، ولا الماء تكدرين، لنا نصف الارض ولقريش نصفها، ولكن قريشا قوم يعتدون!)

وكان يقول:( والمبديات زرعا، والحاصدات حصدا، والذاريات قمحا، والطاحنات طحنا، والخابزات خبزا، والثاردات ثردا، واللاقمات لقما، إهالة وسمنا، لقد فضلتم على أهل الوبر، وما سبقكم أهل المدر، ريفكم فامنعوه، والمعتر فآووه، والباغى فناوئوه )

وبمثل ذلك نطق أكثر المتنبئين.

اصطنعت الجد، وقلت له: أتصدق أن مثل أولئك قالوا مثل هذا.

قال: قد كنت أكذبه.. حتى ظفرت بأدلة تصدق ذلك.

قلت: وما ظفرت.. أرأيت مخطوطا تركه مسيلمة عليه بصمات يده فيه هذا الهذر.

قال: لا.. لقد كتب قومي وقومك مثل قول مسيلمة، فاستدللت به على صدق ما ورد عن مسيلمة.

قلت: ما تقول؟.. لم أسمع أن قومنا فكروا في تقليد القرآن.

اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 497
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست