responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 496

قال: لقد تميز القرآن بنظم خاص لا يشاكل فيه أي نظم في الدنيا.

قلت: ما تقصد؟

قال: ارجع إلى كل ما كتب في الدنيا من شعر ونثر وقارن بينه وبين القرآن، فستجد للقرآن أسلوبه الخاص الذي جمع بين محاسن الشعر ومحاسن النثر، ووقي في نفس الوقت من مساوئهما.

لقد ذكر أبو العلاء المعري الشاعر الأديب المتهم بمعارضة القرآن هذه الخاصية فقال:( وأجمع ملحد ومهتد أن هذا الكتاب الذي جاء به محمد كتاب بهر بالاعجاز، ولقى عدوه بالارجاز، مـا حذى على مثال ، ولا أشبه غريب الأمثال ،.. ما هو من القصيد الموزون ، ولا الرجز، ولا شاكل خطابة العرب ولا سجع الكهنة، وجاءكالشمس ، لو فهمه الهضب لتصدع ، وإن الآية منه أوبعض الآية لتعرض في أفصح كلم يقدر عليه المخلوقون، فتكون فيه كالشهاب المتلالىء في جنح غسق، والظهرة البادية في جدوب )

والتفت إليها قبله الوليد بن المغيرة المخزومي، وهو عدو من أعداء محمد الأولين، وقد عرف بين عرب الجاهلية بكياسته وحسن تدبيره ، حتى سمي ريحانة قريش.. سمع آيات من سورة غافر فرجع الى قومه، فقال لهم:( واللّه لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن ، وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق ، وإنه ليعلو وما يعلى عليه)[1]

وقد حجب الكثير من المتنبئين بهذا النوع من جمال الأسلوب عن حقائق القرآن التي تلبس تلك الثياب الجميلة، فرحوا يحاولون تقليد القرآن.. فضحكوا، واضحكوا عليهم الناس.

التفت إلي، فرآني واجما، فقال: سأذكر لك منها ما يغسل صدرك غسلا.. ستضحك كما لم


[1] روى هذا الحاكم، وصححه عن ابن عباس.

اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 496
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست