اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 41
أواخر الدولة الفارسية.
قلت: فهذه الأسفار جميعا تفتقر إلى الأسانيد التي تثبت
نسبتها لمؤلفيها؟
قال: أجل.. وليس هذا قولي فقط.. بل هو قول كل محقق مدقق..
وسأذكر لك بعض الشهادات المؤيدة لهذا.
قام وأخرج كتابا من رف من رفوف ذلك الجناح، وقال: سأقرأ لك
هنا بعض ما جاء في الدراسة القيمة المسماة:( مدخل إلى الكتاب المقدس)، والتي
نقلتها الرهبانية اليسوعية من الترجمة المسكونية الفرنسية للكتاب المقدس[1].
فتح الكتاب، وأخذ يقرأ:( ما هو الكتاب المقدس؟ تكفي نظرة
نلقيها على الفهرس لنرى: أنه مكتبة، بل مجموعة كتب مختلفة جداً.. ذلك أنها تمتد
على أكثر من عشرة قرون، وتنسب إلى عشرات المؤلفين المختلفين، بعضها وضع بالعبرية
مع بعض المقاطع بالآرامية، وبعضها الآخر باليونانية، وهي تنتمي إلى أشد الفنون
الأدبية اختلافاً كالرواية التاريخية ومجموعة القوانين والصلاة والقصيدة الشعرية
والرسالة والقصة )
أغلق الكتاب، ثم قال: هذا الكلام لم يقله مسلم.. ولم يقله
شيوعي يكره الأديان.. هذا الكلام قاله رجال دين.. ورجال دين يعتقدون أن هذا هو
كتابهم المقدس.. ومع ذلك، فهو يتضمن اعترافاً صريحاً لا لبس فيه أن هذه الأسفار
المجمعة باسم (العهد القديم) والمعروفة باسم ( الكتاب المقدس) ليست من عند الله
مباشرة ولا أوحى الله بها لأحد من أنبيائه، بل هي عمل مؤلفين ومحررين استلهموا
أعمالهم من تقاليد الشعب وآلامه وأحلامه.. وكانت تلك الصياغات ديناميكية، أي أنها
قابلة دوماً للتغيير، وليست ثابتة.. بل كان القراء ينقحونها ويعلقون عليها.. بل
ويقوم بعضهم بإعادة صياغتها مرة أخرى بحيث يغير النصوص السابقة.
[1] إصدار الرهبانية اليسوعية، بيروت، دار
المشرق، 1985م، كتب الشريعة الخمسة.
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 41