اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 40
افتح سفر إشعيا.. ينسب هذا السفر للنبي إشعيا في القرن
الثامن قبل الميلاد، فقد عاصر الملك عزيا ثم يوثام ثم أحاز ثم حزقيا، ولكن السفر
يتحدث عن الفترة الممتدة بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد مما يؤكد أن ثمة
كاتبا أو كاتبين قد كتبوا ذلك بعد إشعيا، ومن أمثلة ذلك حديثه عن بابل الدولة
العظيمة وتنبؤه بإنهيارها.
وأيضاً حديثه عن كورش الفارسي الذي ردّ اليهود من السبي..
انظر (28:44 - 1:45).. كما يتحدث عن رجوع المسبيين والشروع في بناء الهيكل في
الاصحاحات 56 - 66.
افتح سفر إرمياء.. هذا السفر لا تصح نسبته للنبي إرمياء إذ
هو من عمل عدة مؤلفين بدليل تناقضه في ذكر الحادثة الواحدة، ومن ذلك تناقضه في
طريقة القبض على إرمياء وسجنه.. انظر: (إرمياء 37: 11 - 15 و 38: 13 )
كما أن السفر يحمل اعترافاً بزيادة لغير إرمياء ففيه:(
فأخذ إرمياء درجاً آخر، ودفعه لباروخ بن نيريا الكاتب، فكتب فيه عن فم إرميا، كل
كلام السفر الذي أحرقه يهوياقيم ملك يهوذا بالنار، وزيد عليه أيضاً كلام كثير مثله
)( 33: 36 )، وفي موضع آخر:( إلى هنا كلام إرمياء)( 64: 51 ).. ومع ذلك يستمر
السفر، فمن أكمله؟
افتح سفر دانيال.. لا يمكن أن يكون هذا السفر قد كتب في
ذلك الزمن البعيد الذي روي أنه عاش دانيال فيه أي عندما سقطت بابل في يد الملك
الفارسي كورش عام 538 ق. م بل لا بد أن يكون هذا السفر قد كتب بعد ذلك بثلاثة قرون
أو أربعة.
قلت: كيف عرفت ذلك؟
قال: أولاً: يتضمن هذا السفر كلمات مقدونية مع أن اليهود
في الأسر البابلي لم يكونوا قد خالطوا اليونان، ولا حكت أسماعهم للغة اليونانية..
ثانياً: هذا السفر فيه وصف للكلدانيين لا يتسنى الإتيان به لكاتب سابق على عصر
الاسكندر.. ثالثاً: اقتبس طرفاً من أقوال أرميا وحزقيال وزكريا مع أن هؤلاء
الأنبياء متفرقون في الزمن، فأرميا بداية الأسر وحزقيال في وسطه وزكريا في
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 40