اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 324
لقد ذكر القرآن.. وهو كتاب المسلمين المقدس.. بعض التحريف
الذي كان يمارسه الكتبة على صفات الله، فقد نص على أنهم ينسبون لله أوصافا لا تليق
بكرمه ولطفه وجلاله.. اسمع لما يقول القرآن:{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ
يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ
يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} (المائدة: 64)
قلت: فكيف صدقت القرآن.. وكذبت اليهود؟
قال: بالعقل.. العقل دلني على صدق القرآن.. وعلى كذب
اليهود.
قلت: فهل رأى عقلك يد ربك المبسوطة؟
قال: أجل.. إن الكرم العظيم الذي وفر على مائدة الأرض
لينعم به الكل من الإنسان والحيوان والنبات والجماد، ما نعلمه وما لا نعلمه.. يحيل
البخل على صاحب هذا الكون ومبدعه.
قلت: ألا يمكن أن يكون ما نسبه محمد لليهود نوعا من
الدعاية ضدهم؟.. لقد كان بينه وبينهم عداوة.
قال: ولكن عداوته لهم، أو عداوتهم له.. لم تخرجه عن الحق..
لقد قرأت كتاب محمد بكل موضوعية وحياد، وعرضته على موازين العقل.. فرأيته ينسجم
انسجاما تاما معها.. بل إني استفدت منه فوق ذلك موازين عقلية كبرى.. كانت عندي أدق
من الموازين التي ذكرها أرسطو وغيره من الفلاسفة.
إن القرآن ـ يا صاحبي ـ كتاب العقل.. ولا يفهمه إلا صاحب
عقل.
ليس هناك كتاب في الدنيا مجد العقل، ودعا لاستعماله
كالقرآن.. أقول ذلك مع أني مسيحي.. ولكن مسيحيتي لن تحول بيني وبين الإقرار بالحق
لأهله.
اسمع ما يقول القرآن، وهو ينعى المقلدين الذين اكتفوا بما
ورثوه عن آبائهم، ولم يعملوا عقولهم:{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ
آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ}(البقرة:170)
اسم الکتاب : الكلمات المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 324