اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 84
فكان
الطلبة والشيوخ يطالعون هذه الصحف ويتداولونها)[1]
ويقول صالح خرفي عنها:
(الزيارة الشخصية للشيخ محمد عبده كانت كفيلة بتعزيز
بدايات النهضة الإصلاحية الحديثة في الجزائر، والوصول بها إلى حد الحزب الديني
المصلح، حتى إن الشيخ رشيد رضا قال – وهو يؤرخ لزيارة الإمام
محمد عبده أقطار المغرب العربي في
مستهل القرن العشرين - : (وقد وجد له في تونس والجزائر حزبا دينيا ينتمي إليه من
حيث لم يكن يعلم)[2]
ويشير ابن باديس إلى ريادة الشيخ محمد
عبده للإصلاح فيقول: (أول من
نادى بالإصلاح الديني علما وعملا نداء سمعه العالم الإسلامي كله في عصرنا هذا هو
الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، وأول من قام بخدمته
بنشرة إسلامية عالمية هو تلميذه حجة الإسلام السيد محمد رشيد رضا صاحب المنار. رحمهما
الله وجازاهما عن الإسلام والمسلمين خيرا ما جازى به المجددين لهذا الدين)[3]
وهذا التصريح يدل على أن ابن باديس متأثر بالسلفية التنويرية أكثر من تأثره
بالسلفية المحافظة، ذلك أن السلفية المحافظة ترى أن ريادة الإصلاح للشيخ محمد بن
عبد الوهاب لا للشيخ محمد عبده.
وهكذا
نرى الإبراهيمي وغيرهما من أعضاء جمعية
العلماء يبجلون الشيخ محمد عبده، ويعتبرونه أب الإصلاح
الإسلامي الحديث، يقول الإبراهيمي: (لا نزاع في أن أول
صيحة ارتفعت في العالم الإسلامي بلزوم الإصلاح الديني والعلمي في الجيل السابق
لجيلنا هي صيحة إمام المصلحين الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده- رضي الله عنه- وأنه
أندى الأئمة